وثّقت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" حالات قتل 535 شخصًا، واعتقال 578 مواطنين مدنيين أبرياء بينهم نساء وأطفال ضمن عملية "حق الشهيد" المشتركة بين قوات جيش وشرطة الانقلاب، التى بدأت في 7 سبتمبر الجاري، واستمرت حوالى أسبوعين بمدنيتى الشيخ زويد ورفح، بشمال سيناء.
وأكد تقرير المنظمة أن السيدات اللاتي قتلن على يد قوات الجيش بلغ عددهن 8، إضافة إلى 7 أطفال، وتمت تصفية 5 مواطنين، مشيرا إلى أن "محمد سلمان الحمادين"، الذي اعتقل يوم 19 سبتمبر قد تمت تصفيته بعد خمسة أيام من اعتقاله، وعُثر على جثته في مقابر مدينة الشيخ زويد القريبة من معسكر الزهور التابع للجيش.
وقالت المنظمة: إن قوات أمن الانقلاب ارتكبت "جرائم حرب"، لا تسقط بالتقادم، مُنتهكة جميع القوانين الدولية والمحلية، وإعلانات حقوق الإنسان الدولية، كالمادة التاسعة من الإعلان الدولي لحقوق الإنسان.
وطالبت المُنظمة مجلس الأمن بتقصّي حقيقة الوضع في سيناء، للوقوف على جريمة الإبادة الجماعية والتصفية العرقية والتهجير القسري غير المعلن، التي تمت وستبدأ في مكان آخر، للتحقيق في قتل المدنيين العُزّل على أيدي السلطات الأمنية المصرية.
كما وثّقت "هيومن رايتس مونيتور" عملية قتل مسلحين موظفًا في مديرية أمن شمال سيناء أمام منزله في حي "الصفا" جنوب مدينة العريش، ويُدعى "السيد شعبان عبدالعال" يوم 9 سبتمبر، إضافة إلى مذبحة حدثت بحق مجموعة من المواطنين في منطقة "خريزة" وسط سيناء، حيث قام مسلحون مجهولون، أرجع بعض الأهالي هويتهم لمتعاونين مصريين مع جهاز المخابرات الاحتلال الإسرائيلي "موساد"، لكن لم تعلن أي جماعة أو قوة مسئوليتها عن الحادث، حيث قُتل 13 شخصاً بعد هجوم مسلح على عرس في المنطقة، يوم 14 سبتمبر الجاري.
كما كشفت المنظمة قيام مسلحين بقتل 3 أفراد من أسرة واحدة، إثر انفجار سيارة مفخخة كانت تستهدف رتلاً عسكريًّا، في منطقة "الماسورة" غرب مدينة رفح، وهم "سعيد عوض حسين" (61 عامًا)، ونجلاه كريم (4 سنوات)، ورويدا (7 سنوات)، يوم 11 سبتمبر الجاري.
كما قام مسلحون بقتل المواطن "راشد أبو رقية"، أحد كبار قبيلة "الفواخرية"، في مدينة "العريش"، بدعوى تعاونه مع قوات الجيش المصري، وإمدادهم بالمعلومات يوم 14 سبتمبر.
يشار إلى أن المتحدث الرسمي باسم جيش الانقلاب كان قد أكد في بيان رسمي نُشِر على صفحته الرسمية على "فيس بوك"، أن قوات الجيش والشرطة المدنية اتخذت جميع درجات الحيطة والحذر وتطبيق جميع معايير الأخلاق والإنسانية في التعامل مع المدنيين في المدينتين، وللحفاظ على أرواحهم.
كما أعلن أيضًا في 15 بيانًا، أن القوات المشتركة في العملية تمكنت من قتل 535 شخصًا، واعتقال 578 ممن وصفهم المتحدث بـ"الإرهابيين"، دون أن يكشف عن هوية أو أسماء أو أوقات أو حتى أسباب قتلهم واعتقالهم، كما أعلن أنّ عملية "حق الشهيد" ستنتقل من مدينتي الشيخ زويد ورفح إلى مدينة العريش، التي تبعد عن المدينتين حوالى 40 كم غربًا، عقب عيد الأضحى.