زار الإنسان أمس كوكب بلوتو، الأبعد في نظامنا الشمسي، وذلك للمرة الأولى. والتقط مسبار وكالة ناسا الأمريكية «نيو هورايزونز»، صورا لم يرها بشر من قبل، للكوكب وقمره الأكبر تشيرون، وذلك أثناء تحليقه في الساعة الحادية عشرة و49 دقيقة بتوقيت جرينتش، في أقرب نقطة للكوكب القزم.
 
وعبر المسبار خلال رحلته للكوكب الغامض، التي استغرقت 9 سنوات ونصف، أكثر من 3 مليارات ميل، أي ما يزيد عن 5 مليارات كيلو متر، حتى وصل اليوم إلى أقرب نقطة لكوكب بلوتو، والتقط مجموعة صور ستغير معرفتنا بالكامل عن الكوكب القزم. وأظهرت صورة جديدة الحفر على سطح كوكب بلوتو والسهول الجليدية وشكل القلب المذهل الذي يتشكل على الكوكب.
 
وقال جون جرونسفيلد، أحد المسئولين بوكالة ناسا إن الصور عدلت معلوماتنا عن كوكب بلوتو، ولم يعد مجرد كوكب غامض يحيطه غلاف جوي ضباي مليء بالنيتروجين، لكنه أصبح عالما غنيا ومعقدا ومثيرا للاهتمام.
 
وبعد التقاطه الصورة المذهلة، دخل المسبار «نيو هورايزونز» في وضع الثبات، لتوفير طاقته لالتقاط الصور في وقت لاحق. ومنذ هذا الحين يواجه العلماء 13 ساعة من الانتظار القلق، سيعرفون بعدها ما إذا كان المسبار نجا من الاصطدام بحلقة الغبار التي تحيط بالكوكب القزم.
 
ويخشى العلماء من أن الغبار قد يشكل خطرا على المركبة الفضائية الأسرع.
 
وسينفذ "نيو هورايزونز" سلسلة من المناورات المحسوبة بدقة بالغة، أمام بلوتو وأقماره الخمسة، ليعبر حلقة الغبار، ليضع كاميراته وأجهزته العلمية للقيام بمئات من عمليات الرصد.
 
وبالتزامن مع الصورة المذهلة التي التقطها المسبار، أصدرت ناسا اليوم صورة كاذبة اللون لبلوتو وتشيرون التقطت في 13 تموز تبين التراكيب الجيولوجية في عمق أكبر.
 
وكشفت صورا التقطت اليوم أن بلوتو الغامض يبدو أكبر من التوقعات، وقال مديرون في مركز التحكم بمهمة "نيو هورايزونز" وموقعه في معمل الفيزياء التطبيقية بجامعة جون هوبكنز في بالتيمور إن بلوتو الذي اعتبر يوماً تاسع كواكب المجموعة الشمسية أكبر مما يعتقد بمحيط يبلغ نحو 2370 كيلومترا أي أكبر بنحو 80 كيلومترا من التقديرات السابقة.
 
وبات بلوتو رسميا أكبر الآن من إيريس، وهو واحد من مئات آلاف الكويكبات والأجسام التي تشبه المذنبات تدور خلف كوكب نبتون في منطقة تسمى حزام كويبر. وأعقب اكتشاف هذه المنطقة في 1992 تعديل تصنيف بلوتو رسمياً من كوكب إلى "كوكب قزم".
 
وللحجم أهميته حتى بالنسبة لكوكب قزم. فهذه الزيادة المقدرة في حجم بلوتو تعني أنه يتكون بالأساس من كمية أكبر قليلا من الثلج وأقل قليلا من الصخور عما كان متوقعاً، وهو أمر مهم للعلماء الذين يرسمون تفاصيل الكيفية التي تشكل بها بلوتو وبقية النظام الشمسي.
 
كما نشرت «ناسا» صورا تكشف تطور معرفتنا لطبيعة الكوكب القزم من 1930 وحتى اليوم.