اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جيري هاموند إبراز وسائل الإعلام الغربية تصريحات الخارجية الأمريكية التي أعربت فيها عن انزعاجها من الحكم بالإعدام على الرئيس محمد مرسي يكشف تجاهلها لدور الأمريكي الداعم للانقلاب العسكري في مصر.

 
وكشف هاموند في تقرير نشره مركز بحوث العولمة الكندي، أن الدعم الأمريكي المتمثل في 1.5مليار دولار أغلبها مساعدات عسكرية لم يتوقف بعد الانقلاب على أول رئيس منتخب، وأوضح أنه بهذا الدعم تكون إدارة أوباما خالفت القانون الأمريكي الذي يقضي بوقف المساعدات عن البلاد التي يحدث بها انقلاب عسكري، ونتيجة لذلك استمر الجيش في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المناهضين لحكم العسكر نتج عنها مذبحة الثامن من يوليو، في إشارة إلى أحداث الحرس الجمهوري.
 
وأضاف: في الخامس والعشرين من يوليو، أعلن البيت الأبيض، استمرار المعونات العسكرية ضد "الأخطار المحتملة"، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن سبب ذلك هو طلب مسئولي الكيان الصهيوني من الإدارة الأمريكية استئناف المساعدات للحد من تهريب السلاح إلى حماس، وكذلك المحافظة على معاهد السلام.
 
وأشار إلى أنه بعدها بيومين وقعت مذبحة أخرى -في إشارة إلى أحداث النصب التذكاري- ليرتفع عدد الضحايا إلى 200 بعدها، ثم هدد الجنرالات العسكرية بسحق اعتصامات مناهضي الانقلاب العسكري، مما مهد لمذبحه ثالثة وقعت بالفعل في الرابع عشر من أغسطس عام 2013 -في إشارة لمذبحة فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة- والتي استمرت عدة أيام وراح ضحيتها أكثر من 1000 شخص ووصفتها "نيويرك تايمز" بأنها "أسوأ مذبحه في تاريخ مصر الحديث". وأضاف الكاتب، أن سبب هذه المذابح هو إدراك المجلس العسكري أنه لن يتكلف ثمنًا باهظًا لكل هذه المذابح، وأن المعونات العسكرية الأمريكية لن تتوقف، مما شجعه على توسيع حملة القمع لتشمل الصحفيين والنشطاء السياسيين، مشيرًا إلى وصف مجلة "التايم" للوضع في مصر بأن "لن يستطيع أحد أن يشعر بالأمان إذا تجرأ ونقد السلطة".
 
وختم الكاتب تقريره، قائلاً "لقد أقنع الإسرائيليون نظرائهم الأمريكيين بأن استمرار المساعدات الأمريكية سيمكن جنرالات الجيش من سحق من لديهم الشعبية -يقصد الإسلاميين- والذين يشكلون تهديدًا للوضع الحالي"، إلا أنه توقع "في حالة نجاح المصريين في انتخاب حكومة تحترم بالفعل الرأي العام، فمن المحتمل على سبيل المثال أن ينتهي التواطؤ المصري مع إسرائيل في تنفيذ سياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين وستفتح هذه الحكومة معبر رفح مع غزة".