اندلعت احتجاجات في ماديسون في ولاية وسكنسون الامريكية احتجاجا على قتل شاب اسود في التاسعة عشرة برصاص شرطي، فيما انتقد فيه الرئيس الامريكي باراك أوباما الاعمال القمعية ضد الامريكيين الأفارقة في مدينة فيرجسون، بعد أن اتهم تقرير لوزارة العدل مسؤولي الشرطة والقضاء بتصرفات غير قانونية بحق السود.

وتجمع عشرات الاشخاص في مكان وقوع الماساة وهم يهتفون "حياة السود لها معنى"، وهو الشعار الذي استخدمه المتظاهرون الذين يحتجون على اعمال العنف التي ترتكبها الشرطة بحق السود، بحسب شبكة "دبليو كي او دبليو" المحلية.

واعلن قائد الشرطة مايك كوفال السبت للتلفزيون ان "العناصر الاولى للتحقيق لم تتحدث عن سلاح او اي امر من هذا القبيل" قد يكون استخدمه الشاب الاسود، وتوجه شرطي الى منزل الشاب الذي يشتبه بانه اربك حركة المرور و"ضرب شخصا". واعلن كوفال ان الشرطي خلع باب المنزل عندما سمع ضجة في داخله. واوضح ان "الشخص نفسه اعتدى على الشرطي ...الذي شهر مسدسه واطلق النار".

وتابع كوفال ان الشرطي حاول "على الفور" انعاش الشاب قبل نقله الى المستشفى حيث "توفي متاثرا باصابته بالرصاص".وفتحت دائرة التحقيقات الجنائية في المدينة تحقيقا في الحادث.

وبشان التظاهرات، اعتبر قائد الشرطة انه "بالنظر الى ما حصل ليس في كل البلاد وحسب وانما ايضا داخل مجموعتنا بالذات (الشرطة)، نفهم انه كان لدى بعض السكان رد فعل غلبت عليه الحساسية المفرطة وطغى عليه التأثر والغضب"، واضاف "اننا ندعو مع ذلك كل شخص الى التحلي بالهدوء وضبط النفس".

ووقع هذا الحادث عشية احياء الذكرى السنوية الخمسين للمسيرة من اجل الحقوق المدنية للسود في سلما في الاباما (جنوب) حيث سيتوجه الرئيس باراك اوباما السبت.

وتكثفت تظاهرات الاحتجاج على عنف الشرطة ضد السود خصوصا منذ مقتل الشاب الاسود مايكل براون بيد شرطي ابيض في فرغسن (ميسوري، وسط) في بداية اب/اغسطس.

ونشرت وزارة العدل هذا الاسبوع تقريرا قاسيا بشان التمييز الذي تمارسه الشرطة في فرغسن والذي ابدى وزير العدل اريك هولدر الجمعة "استعداده" لوضع حد له.

ويجيء الحادث فيما تعزز البلاد رصدها لعنف الشرطة تجاه الأقليات. وكانت مظاهرات قد نظمت في لوس انجليس وولاية واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجا على مقتل رجال عزل من الأقليات برصاص الشرطة.

من جهته انتقد الرئيس الامريكي باراك اوباما مدينة فيرجسون بسبب الأعمال "القمعية" ضد الأمريكيين الافارقة التي كشف النقاب عنها في تقرير لوزارة العدل الأمريكية يتهم الشرطة ومسؤولي القضاء بسلسلة من التصرفات غير القانونية.

وجاءت تصريحات أوباما في الوقت الذي قال فيه وزير العدل إريك هولدر إن حل إدارة الشرطة أحد الاحتمالات، وقال هولدر"إننا على استعداد لاستخدام كل السلطة المتاحة لنا.. لضمان تغيير الوضع هناك، و"هذا يعني كل شيء ابتداء من العمل معهم إلى ايجاد هيكل جديد تماما."

وقال رئيس بلدية فيرجسون جيمس نولز إن موظفي المدينة الثلاثة الذين أظهروا "تحيزا عنصريا سافرا" لم يعودوا موظفين بالمدينة وأضاف إن مسؤولي فيرجسون يطبقون إصلاحات أخرى في محاولة للتوصل إلى تسوية مع وزارة العدل الأمريكية.

وقالت وزارة العدل إنها وجدت إن قوة الشرطة التي يغلب عليها البيض استهدفت بشكل روتيني الأمريكيين الافارقة بالاعتقال ودفع الرسوم  وذلك إلى حد ما لزيادة عائد المدينة من خلال الغرامات والرسوم. ووجدت أيضا انتهاج رجال الشرطة نمطا من استخدام القوة المفرطة واعتقال الناس بشكل غير قانوني .