قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو إن "التاريخ الحقيقي هو ذلك الذي نعيشه في مرحلة التغيير الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن، ونحن نسعى جاهدين لكتابة التاريخ"، مشيرًا إلى أن "المسألة الأساسية التي تمكن من كتابة التاريخ، هى وجود بيئة نفسية تعكس إرادة مشتركة". 

 
وأكد داود أوغلو أن "الجميع يشهدون حجم الجهود المكثفة التي نجريها، بغية تحقيق سلام دائم داخل تركيا، رغم بعض الاستفزازات الداخلية، والخارجية"، مشيرًا إلى وجود بعض الجهات التي ترغب في تقويض، مسيرة السلام الداخلي، في تركيا، بنفس حجم الجهات الراغبة في نجاح مفاوضاتها. 
 
وأوضح رئيس الحكومة التركية، في كلمته مساء الأربعاء على هامش لقاء جمعه بعدد من ممثلي المنظمات الأهلية بولاية "شانلي أورفا" جنوب تركيا، أن "مثل هذه المسائل (مسيرة السلام) يجب أن تُدار بنوع من رباطة الجأش؛ لأنها تتعلق بجراح متراكمة منذ عشرات السنين". 
 
وأكد "داود أوغلو"، حرصهم الشديد على استكمال مفاوضات مسيرة السلام قائلًا: "لأنها بالنسبة لنا مسألة مبدأ، والحكومة لن تدخر جهدًا من أجل التوصل لحل دائم يحفظ الاستقرار داخل البلاد"، مشيرًا إلى أن مسيرة السلام، تهم جميع أطياف الشعب التركي، ومن ثم لابد من دعمها من قبل الجميع، حسب "الأناضول".
 
وذكر رئيس الوزراء التركي أن "الدول التي فقدت أواصر المصير المشترك، وضعفت بها أواصر المواطنة المشتركة كذلك، وفقدت ثقافة العيش في نفس المدينة، ونفس القرية، دول باتت تعيش حالات مأساوية كبيرة"، مستشهدًا على ما يقول بالأوضاع التي تشهدها سوريا، والعراق في الوقت الراهن. 
 
واستطرد داود أوغلو قائلاً: "حينما ذهبت لسوريا قبل خمس سنوات، كان شعبها يعيش في المدن نفسها، ويتقاسم الشوارع، وينظرون معًا إلى مستقبل مشترك، كان الناس على اختلاف انتماءاتهم، وطوائفهم، يعيشون في سلام، لكن الآن نجد المجتمع قد تمزق، وتقطعت الأواصر المختلفة التي تربط بين الجميع، وأصبح أصدقاء الأمس، أعداء اليوم، ولعل السبب الرئيس في حدوث ذلك، هو فقد هؤلاء للحالة النفسية المشتركة".  
 
 
وتطرق رئيس الحكومة التركية، خلال كلمته، إلى الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها مدينة، كركوك العراقية، من قبل تنظيم "داعش"، وأوضح أن المدينة العراقية تتعرض منذ أول أمس الثلاثاء لكثير من الهجمات، وأشار إلى أنه تناول الوضع الأمني بالمدينة في اتصالين منفصلين أجراهما، مع كل من نظيره العراقي، حيدر العبادي، ورئيس حكومة إقليم شمال العراق، مسعود بارازاني. 
 
وتابع قائلاً: "كما تعلمون زادت هجمات "داعش" على المدينة بشكل غير طبيعي، لذلك كان لابد من اتخاذ بعض التدابير اللازمة حيال ذلك"، دون أن يقدم أي تفاصيل عن ماهية هذه التدابير.