منذ سنوات وقع حادث مروع بموسم الحج، حين كان الحجاج يرمون الجمرات.. حينها أعلن أن الدكتور حسن عبد الفتاح فرج، ضمن الضحايا.. ولم تحزن أسرته أو أصدقاؤه وحدهم، ولكن ساد الحزن منطقة جنوب الجيزة التي عرفت هذا الصيدلي "الشهم".. السخي.. المبادر في عمل الخير أيًّا كان المستفيد منه.
 
بعدها بساعات أعلنت أسماء الضحايا بشكل رسمي، ولم يكن "حسن" ضمنهم؛ حيث فقد أوراقه الثبوتية خلال التزاحم؛ ما أوجد اللبس بأنه قد يكون ضمن الضحايا.. وكما كان الحزن عامًّا كانت الفرحة بنجاته غامرة.
 
ومنذ عام ونصف اختطفت قوات أمن الانقلاب "الدكتور حسن" صاحب إحدى أكبر الصيدليات بمدينة البدرشين ومنطقة جنوب الجيزة، والذي لا يرد سائلاً، ولا يضيع محتاجًا.. والاتهامات جاهزة ليس أيسر منها.. وظل يتنقل في غرف الحجز بين قسم شرطة البدرشين، وسجن "الكيلو 10,5"، متحملاً التعب والإرهاق، والنوم على جانب واحد " التسييف"، ودورة المياه التي يجب أن يجحز لها قبل الدخول بساعتين، حتى يتيسر له الدخول.
 

 
ومنذ نصف عام حصل على براءة من القضية التي تم تلفيقها له، لأنه لا دليل واحدًا على إدانته، واستعد لاستنشاق الهواء من جديد، والعودة إلى أسرته الصغيرة، وعائلته الكبيرة التي اشتاق كل أفرادها إليه.
 
إلا أنه فوجئ بضمه إلى قضية جديدة لا يعلم عنها شيئًا، فاستمر في الحبس نصف عام آخر من عمره خلف القضبان، دون ذنب أو تهمة حقيقية أو إدانة تصمد أمام أي مادة في القانون.
 
والآن يعاني "الصيدلي الشهم" حسن عبد الفتاح فرج من التعنت في إجراءات الاستئناف على قرارات النيابة بتجديد حبسه؛ حيث لا يتم قبول الاستئناف، بالمخالفة للدستور والقانون.. وكل شيء، بعد أن قضى من شبابه عامًا ونصفًا في ظلام السجن بعيدًا عن أهله وأصدقائه وعمله، دون أن يقترف إثمًا أو يرتكب جريمة.. سوى حب الوطن، والمبادرة إلى خدمة بلده "البدرشين" بكل ما أوتي من قوة أو معارف أو مال أو وقت.. وهو الأمر الذي يعرفه كل أبناء تلك المدينة الأشهر في محافظة الجيزة.
 

 
وتؤكد أسرة "الدكتور حسن" أن ظروف الأسرة لا تتحمل بقاء عائلها بعيدًا عنها أكثر من ذلك في تجديدات حبس لا معنى لها؛ حيث كان الراعي الوحيد لابنه "صلاح" المعاق ذهنيًّا، والذي يحتاج إلى رعاية خاصة لا يستطيع القيام بها إلا والده، حيث لا يقبل طعامًا إلا من يده، كما تنتظر ابنته الشابة "الزهراء" خروجه إلى "الإسفلت" لتحديد موعد زواجها الذي لا تتصور أن يتم دون أن يكون والدها إلى جوارها، واضعًا قبلته الحانية على خدها، قبل أن يسلمها إلى عريسها، وناشرًا ابتسامته العذبة، وقفشاته الضاحكة بين المدعوين، بالإضافة إلى 4 أبناء آخرين لا يعرفون طعم الحياة منذ القبض على والدهم.  أما الأم التي تنتظر خروج ابنها مع كل "طلعة شمس" فأصبح حالها لا يسر عدوًّا أو حبيبًا، بعد أن فقدت حنان ابنها ورعايته لها منذ أكثر من 500 يوم.
 
ولتحريك القضية، والمطالبة بالإفراج عن عائلها الوحيد دشنت الأسرة هاشتاج "#أفرجوا_عن_الدكتور_حسن"  الذي سيطر على صفحات المئات من معارف وأصدقاء وأقارب المعتقل المظلوم.