08/01/2010م

أثار إجراء التفتيش الذاتي الكامل الذي تعرضت له مسلمة أمريكية رفضت خلع حجابها في أحد المطارات الأمريكية مخاوف لدى المسلمين الأمريكيين والجمعيات المدافعة عن حقوقهم من وضع الحجاب ومن ترتديه ضمن الأنماط البارزة التي سيتم تطبيق إجراءات الأمن الجديدة التي بدأت سلطات المطارات والمواني الأمريكية في تبنيها بعد محاولة شاب نيجيري تفجير طائرة أمريكية قبل نحو أسبوعين.

واتهم المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، نهاد عوض، السلطات الأمريكية بممارسة التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة بعد الواقعة التي تعرضت لها المواطنة نادية حسن، وهي مسلمة من ولاية مريلاند الأمريكية، والتي تعرضت فيها للتفتيش الذاتي الكامل في مطار دالاس الدولي، الثلاثاء 5-1-2010، عندما كانت تستعد لركوب طائرة متوجهة إلى لوس أنجلوس.

وقال عوض في تصريحات له " نعتقد أن هذا هو التمييز بعينه"، مشيرا إلى أن سلطات أمن المطار أخبروها أن هذه الإجراءات الإضافية في حقها "بسبب حجابها"، مؤكدا أن هذه الإجراءات "تمثل سياسة جديدة من نوعها" تجاه المحجبات في الولايات المتحدة.

وكانت سلطات الأمن الأمريكية قد شددت من إجراءاتها في المواني والمطارات الأمريكية، وأثارت الإجراءات الجديدة الكثير من الجدل والانتقادات المحلية والدولية على خلفية المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة كانت متجهة من العاصمة الهولندية أمستردام إلى مدينة ديترويت الأمريكية، قام بها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما)، في 25-12-2009، استخدم فيها عبوة ناسفة أخفى مكوناتها في ملابسه.

ومن هذه الإجراءات الجديدة استخدام أجهزة مسح ضوئي لفحص أجساد المسافرين، بحثا عن آثار لمتفجرات، وكذلك إجراءات استثنائية في حق المسافرين إليها من بلدان بعينها غالبيتها عربية ومسلمة، وهي: أفغانستان، والجزائر، والعراق، ولبنان، وليبيا، ونيجيريا، وباكستان، والمملكة العربية السعودية، والصومال، واليمن، وإيران، والسودان، وسوريا، بالإضافة إلى كوبا.

ويتم فرض إجراءات إضافية في حق المسافرين الذين يحملون جوازات سفر من هذه البلدان، أو هؤلاء الذين يركبون طائرات قادمة من مطارات هذه الدول أو انضموا منها على رحلات مرت بمطارات تلك الدول، ويتم تطبيق إجراءات أمنية من بينها فحص إضافي عليهم وعلى أمتعتهم.

الملابس الفضفاضة

وأبلغ مسئولو إدارة أمن النقل الأمريكية نادية حسن أنه في ظل هذه التدابير الأمنية الجديدة، فإن الملابس الفضفاضة، ومن بينها الزي الشرعي للمرأة المسلمة وفي ذلك الحجاب، سوف تكون خاضعة لتدقيق أمني إضافي، خلافا للوضع السابق؛ حيث كان الزي الشرعي للمرأة المسلمة معتبرا في قائمة إجراءات الأمن الأمريكية "لا يتطلب فرض إجراءات أمن استثنائية".

وعلق عوض على ذلك بالقول: "عندما رفضت المرأة المسلمة (في إشارة إلى نادية حسن) خلع حجابها، وهو الزي الشرعي المفروض عليها في الإسلام؛ جرى تفتيشها تفتيشا ذاتيا بشكل كامل".

وفي تصريحاته لـ"إسلام أون لاين.نت" قال: "إن مثل هذه السياسات جديدة في واقع الأمر، وتشكل انتهاكا للحقوق الدستورية، بغض النظر عن الذريعة السياسية لها"، وعاد فأكد أن نادية حسن استهدفت بهذا الإجراء لكونها مسلمة.

وأضاف: "كانت هناك نساء غير مسلمات يرتدين ملابس فضفاضة، مثل التنانير الطويلة، ولكن لم يتم تطبيق إجراء التفتيش الذاتي عليهن، والتفسير الوحيد لهذا هو أنها (نادية حسن) استهدفت بهذا الإجراء بسبب كونها مسلمة".

وأشار عوض إلى أنه بعث برسالة إلى القائم بأعمال مدير إدارة أمن النقل، جال روسيديس، للاستفسار منه عما إذا كانت النساء المسلمات سوف يتعرضن لإجراءات أمنية إضافية في المطارات الأمريكية، بسبب الحجاب.

وقال عوض في رسالته: "إنه إذا ثبتت صحة ذلك، فإن هذه السياسة الجديدة هي في الواقع مقلقة للغاية؛ حيث تشكل أسوأ أشكال التمييز الديني"، مضيفا: "إذا كان الأمر كذلك، فهل ستطبق هذه السياسة الجديدة على جميع أولئك الذين يرتدون أغطية للرأس لاعتبارات دينية، مثل الرجال السيخ أو الراهبات الكاثوليك والأرثوذكس، والنساء اليهوديات، أم أنها ستطبق حصرا على المسافرين المسلمين؟".

وأشار عوض إلى أن "كير" لم تتلق أي رد من إدارة أمن النقل الأمريكية بعد على هذه الرسالة، لكنه أضاف: "سوف نتابع هذه القضية على أي حال".

"مهين للغاية"

من جهتها وصفت نادية حسن ما تعرضت له في مطار دالاس الدولي بأنه كان "أمرا مهينا للغاية"، وقالت في اتصال هاتفي من ولاية كاليفورنيا، مع صحيفة "ديترويت نيوز": "لقد كان أمرا مهينا جدا، وكان غير مريح جدا"، مضيفة أنه تم إخضاع ملابسها وأمتعتها وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها، لتفتيش شمل التأكد من خلوها من أية مواد قد تصلح لتصنيع القنابل.

"أنا لم آت بأي شيء (يستحق ذلك)، ولم أكن أنوي أن أقوم بأي اضطرابات (داخل الطائرة)"، وتساءلت منتقدة: "أنا أمريكية، ولست أجنبية، فلماذا يعاملني بلدي بهذه الطريقة؟!".

وأعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الخميس 7-1-2010، أنه يتحمل المسئولية الكاملة عن إخفاق الاستخبارات في منع محاولة الاعتداء على طائرة ديترويت يوم عيد الميلاد، معلناً سلسلة إصلاحات في أجهزة الاستخبارات وأمن المطارات للتصدي لتنظيم القاعدة.

وكشف التحقيق أن والد المسلم النيجيري عبد المطلب كان قد أبلغ مصادر أمريكية في نوفمبر بتطرف، ابنه لكن الأجهزة الأمنية والدبلوماسية المعنية لم تتشارك في المعلومات ولم تستفد منها، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

ولم ينجح الشاب الذي قال أوباما إن القاعدة دربته وجهزته في اليمن، في تفجير عبوته على متن الطائرة التي كانت تقل 290 شخصا، وتدخل بعض الركاب الذين سيطروا عليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : اسلام اون لاين