03/05/2010

نافذة مصر / بر مصر

خلافًا لكل التوقعات وخلال جلسة لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة اكتفى مجلس الشعب - الذي تتشكل أغلبيته من نواب الحزب الوطني - بتوقيع عقوبة اللوم على نائب الرصاص (نشأت القصاص) بسبب دعوته إلى ضرب المتظاهرين بالنار خلال اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي ، رغم أن تقرير اللجنة التشريعية بالمجلس أدانه واتهمه بمخالفة الدستور والقانون.

وقرأ الدكتور فتحي سرور خلال الجلسة الاعتذار الذي تقدم به القصاص وقال فيه  "أن ما صدر مني كان "فلتة لسان" لن تتكرر مرة أخرى" ، وأضاف  أن هذه العبارات أساءت  للحزب الذي ينتمي إليه ومجلس الشعب

وأضاف نائب دائرة العريش في اعتذاره الذي قرأه الدكتور فتحي سرور "عباراتي ربما انفلتت من أجل الصالح العام وفهم منها أنى أطالب بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وأحسست بخطورتها، وأنا لا أملك إلا أن أعتذر للمجلس الموقر مما سببته له من عبارات مسيئة، مؤكدا احترامه وتقديره للدستور والقانون"

وكانت توقعات قد سادت داخل مجلس الشعب أن يتم حرمان نشأت القصاص من حضور الجلسات حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية إلا أن النواب فوجئوا بتوجيه عقوبة اللوم فقط على نائب الحزب الوطني ، وطالبوا بعقوبة  مغلظة على غرار ماحدث مع النائب سعد عبود عندما حرم  من حضور جلسات المجلس

ودافع سرور عن عقوبة اللوم التي اعتبرها النواب لا تليق بحق ما ارتكبه النائب من إساءة، وقال "عقوبة اللوم ليست أمرًا سهلاً في الحياة البرلمانية وهي أقسى من الحرمان من عدد جلسات البرلمان"

وعلَّق حسين إبراهيم (نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان) بقوله: "ما حدث عرض لمرض والذي أوصلنا إلى درجة أن يدعو نائب إلى ضرب المتظاهرين بالرصاص هو أننا صمتنا على نواب سبوا الدين من قبل للمعارضة في لجان المجلس وتحت القبة ولم يحاسبوا".

وطالب النائب المستقل علاء عبد المنعم بإحالة القصاص إلى لجنة القيم أو توقيع جزاء فوري أسوة بما حدث مع بعض النواب، وقال: أنا لا أفهم أن نتجاوز عن كلمات صدر من نائب تخالف الدستور ونحاسب آخرين في جلسة واحدة مثلما حدث مع النائب سعد عبود

وفي محاولة لاحتواء غضب النواب توجه احمد  عز  أمين تنظيم الحزب الوطني بالاعتذار إلى النواب مكررا  عبارة: اعتذر.. اعتذر.. اعتذر، وأضاف: لسنا في سياق تبرير لكن من الواضح أن عبارات القصاص خرجت عن سياقها، وإني اعتذر مرة ثانية للمجلس والنواب والشعب المصري كله لأن ما صدر لا يقبله أي نائب أو أي مصري.