15/01/2009
نظَّم نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونواب المعارضة والمستقلون اعتصامًا احتجاجيًّا أمس "الأربعاء 14-1-2009م" بمقر مجلس الشعب احتجاجًا على سياسات الحكومة تجاه ما يحدث في غزة من مذابح.
وأعلن د. محمد سعد الكتاتني (رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) في مؤتمرٍ صحفي عُقد خارج حرم المجلس أمام البوابة الرئيسية عن أسباب الاعتصام الذي يستمر لمدة يومٍ واحدٍ ويعقبه فعاليات أخرى, أنَّ نواب الإخوان والمعارضة تقدموا بمطالب واضحة إلى الحكومة ولم تستجب إلى شيء منها؛ فلذلك قرروا تنظيم الاعتصام الذي يحمل رسالتين:
الأولى: التضامن مع أهالينا في غزة الذين يتعرضون يوميًّا لمحرقة صهيونية.
والثانية: الاحتجاج علي سياسات الحكومة كما يتضمن مطالبنا بالتوقف الفوري لإطلاق النار وفتح معبر رفح بطريقة سلمية وآمنة لإمداد غزة بالغذاء والدواء والملبس، ووقف إمداد العدو الصهيوني بالغاز، وإعادة النظر في اتفاقية السلام المبرمة مع الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى مطلبين أساسيين: هما طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وسحب السفير المصري من تل أببب.
وأشار الكتاتني إلى أنَّه تقدم بهذه المطالب مكتوبة للحكومة، ثم لرئيس الجمهورية ليضطلعوا بمسئولياتهم، وأنَّ نواب المعارضة حاولوا أخذ الفرصة أكثر من مره بالجلسة العامة، ولم يسمح لهم، وتم التضييق عليهم بسبب تحكم الأغلبية في عمل وأجندة المجلس، اللهم إلا جلسة يتيمة جاءت بعد سحب الزملاء استجواباتهم لوزير التعليم تضامنًا مع غزة، ورفضوا الحديث حول الاستجوابات ليعرضوا مهازل العدوان الصهيوني.
الكتاتني طالب بوقف تصدير الغاز وإعادة النظر في كامب ديفيد |
وأشار الكتاتني إلى أن نواب المعارضة تقدَّموا بمذكرة بمطالبهم للرئيس مبارك بصفته رئيس السلطة التنفيذية تضمنت مطالب تعبر عن مرارة الشعب المصري، ولكن الحكومة في وادٍ والرئيس في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، وتساءل: لماذا لا تعبر الحكومة عن نبض الشارع المصري الذي أصبح في مظاهرات شبه يومية بمختلف أطيافه السياسية، كأنه في انتفاضة.
وناشد الكتاتني الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون في القمة العربية بالدوحة للوقوف مع شعب غزة.
رسالة الجبناء
ومن جانبه، انتقد د. حمدي حسن (أمين الإعلام بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) التواطؤ الدولي والأوروبي والعجز العربي عن مواجهة العدوان الصهيوني.
وأكَّد حسن أنَّه يتهم الحكومة المصرية بالتواطؤ؛ لأنها تستخدم كل الأوراق المتاحة لديها، مطالبًا بفتح معبر رفح للبضائع والمرور القانوني للأفراد والبضائع.
ولفت حسن إلى أنَّ رسالة الحزب الوطني بأن ما يحدث في غزة من مقاومة هو انتحار جماعي رسالة سلبية تدعو المقاومة إلى تسليم إرادتهم وهذه رسالة الجبناء.
وعلق حسن بأنه يعجب لموقف الحكومة بالقبض على رموز العمل الإغاثي في مصر لمنع وصول المساعدات إلى غزة.
مظاهرة التحرير
وتحدث محمد العمدة (مستقل)، وأكَّد أنَّه منذ يومين أو ثلاثة توافق عدد كبير من الأحزاب على مشروع نريد تعميمه تحت اسم الشعب العربي، وعنوانه "معًا ضد الاحتلال الأمريكي للوطن العربي"، ويقوم المشروع على اعتبار أن أمريكا سيطرت على سياسات الدول العربية، ونطالب الشعب العربي بخلق رأي عام لتحقيق الخلاص من الهيمنة الأمريكية على الدولة المصرية.
وطالب محمد العمدة بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت مصر من الصراع العربي الصهيوني، وبعدها احتلت إسرائيل الجنوب اللبناني، وأعلنت ضم الجولان لإسرائيل، كما طالب بطرد القواعد الأمريكية من الدول العربية، كما طالب العمدة بتملك الدول العربية السلاح النووي.
وأشار إلى أنَّ هذا المشروع سيتم تعميمه، واقترح الخروج في مسيرة سلمية لميدان التحرير، مثلما يحدث في كل دول العالم حتى نكشف حجم الحصار الذي نعانيه في مصر،
وأوضح العمدة أن هذا الاقتراح سيطرح للدراسة ولن ينفذ الآن.
النازيون الجدد
وأكد حمدين صباحي (رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس) أنَّ النواب المعتصمين أمام مجلس الشعب يعتصمون تحية للشعب الفلسطيني وقدرته على المقاومة وتصديهم للعدوان النازي البربري الصهيوني، ونحن قادمون على اليوم العشرين والأمة منتصرة، وهناك أهداف مباشره لتصفية بنية المقاومة وتدمير قاعدة صواريخها.
وقال صباحي إنَّنا نحيي كل صوت في الشارع العربي تضجر في مظاهرة، وهذه الحرب تعيد الاعتبار لقضية فلسطين، وتكشف وتعري مجتمعًا دوليًّا متواطئًا أخلاقيًّا وسياسيًّا ونظامًا عربيًّا عاجزًا لا يستطيع انتزاع حق الأمة ومسئولاً عما يحدث في غزة.
وأشار صباحي إلى أنَّ الدبلوماسية العربية أصبحت هزيلة، ولا تليق بالوطن العربي، ولفت صباحي إلى أنَّ الحزب الوطني نظَّم قافلة إلى رفح، وهذا شيء إيجابي، لكن القضية الفلسطينية ليست قضية ضحايا، ولا قضية إنسانيه، بل هي قضية نضال عربي، قضية تحرر، ويجب أن يتم إيقاف الحرب، ونأمل أن تتبوأ مصر المكانة التي تليق بها.
وأشار د. جمال زهران (مستقل) إلى أنَّ كل ما نريد من خلال اعتصامنا هو تأكيد رسالتنا للنظام الحاكم وللحكام العرب بأنَّ الشعب الفلسطيني ينادي في غزة، فقد وصل عدد الشهداء إلى ألف شهيد، والجميع ينتظر الموقف المصري، وللأسف هو ضعيف ولا يرقى إلى مستوى وقيمة وقامة مصر، ولا نريد أن يكون الموقف العربي مجرد استقبال للجرحى، فموقفها قيادي زعامي مؤثر ولا يمكن قبول هذا الموقف، وإننا تقدمنا بطلبات، ولم يكن من بينها الحرب، وتساءل عن الصمت المصري بقوله: هل عيوننا مكسورة؟ مؤكدًا فشل الأساليب العسكرية الإسرائيلية في تركيع المقاومة.
لسنا جمعية خيرية
وأشار د. محمد البلتاجي (أمين العلاقات بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) إلى أنَّ الحرب امتدت لليوم التاسع عشر دون موقفٍ كفيلٍ بوقف هذا العدوان، وأضاف أنهم يطالبون بتجميد كافة العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني، فمصر ليست جمعية خيرية ليعلن الحزب الحاكم أنَّه يرسل قوافل طبية ومساعدات لغزة، فلم نرد منه أن يكون جمعية خيرية أو مستشفى لاستقبال الجرحى، بل يجب أن يكون له دور سياسي واضح ومؤثر في مجريات الأمور، فالقنابل التي أصابت البيوت المصرية لم نسمع رد فعل للحكومة المصرية عنها، فلماذا هذا الصمت؟!.
وأشار إلى أنَّ الاعتصام سببه أن المطالب لم تلق سمعًا من الحكومة المصرية، وقال إنَّنا نحتج على مجمل هذه السياسات الحكومية ومحاولات تضليل الرأي العام، ونحن نطالب الجميع من ذوي الصلة بالعلاقات مع الكيان الصهيوني بتجميد هذه العلاقات.
وأضاف نحن نطالب الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته أن يعاون المقاومة، ولا يقف ضدهم، وأشار إلى أن هذا الاعتصام سيعقبه فعاليات أخرى، لأنهم لن يهدأوا ولن يرتاح لهم بال إلا بعد حل الأزمة.
وأشار مصطفى الجندي مستقل إلى أنه يعتصم رفضًا لما يحدث لنا في فلسطين، ورفضًا لما يحدث لنا في مجلس الشعب، فالموضوع ليس من (بره ومن جوه الوطني جوه والمعارضة بره) فالكل يجب أن يتحد ووجه سؤالاً للرئيس مبارك: لما أرسلت ابنك إلى الحدود؟ لماذا لا تسمح لأولادنا بأن يذهبوا إلى رفح؟
وتابع الجندي قائلاً إننا نبحث عن الوحدة، وقال حزب مصر ليس فيه مصلحة إلا للصهاينة، وتساءل عن دور جمعيات حقوق الإنسان.
وأكَّد سعد عبود (حزب الكرامة تحت التأسيس) أنَّه لا يجوز وصف المقاومة الفلسطينية بالانتحار، منتقدًا خلو مبادرة الرئيس مبارك من ثمة تعليق عن الانسحاب، حيث يعطي العدو فرصة للتواجد في غزة، وانتقد عبود افتخار الحكومة المصرية بإرسال الأدوية، متسائلاً: هل هذا هو الدور المنوط بمصر؟ وقال: "لا يليق بمصر إعلان العدوان على غزة من القاهرة، ونحن نرفض أن يوافق نظامنا الحاكم على هذه السلوكيات".
وأشار عبود إلى أنَّ النظام ينصاع للعدو الاستراتيجي ويقبل الإملاءات الخارجية، ونحن لا نقبل من الحكام العرب تخاذلهم عن بناء سلاح نواجه به العدوان.