28/12/2008

كتب محمد ضياء الدين وتصوير صلاح الطاير

برفع المصاحف والإعلام الفلسطينية، وحضور النساء، والهتافات المنددة بالحكام العرب وبالنظام المصري، كانت مظاهرة نواب الكتلة بالإخوان المسلمين والمستقلين والمعارضة أمام البرلمان المصري للتنديد بما حدث من عدوان إسرائيلي على غزة، وهو ما راح ضحيته أكثر من 300 شهيد فلسطيني.
 
وهتف المتظاهرون مطالبين بفتح معبر رفح، قائلين إن الكيل قد طفح، افتحوا معبر رفح، و"يا هنية يا هنية أوعى تنسى البندقية"، و"يا رئسنا يا مسئول معبر رفح ليه مقفول"، و"على غزة رايحين شهداء بالملايين" و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، ويا هنية يا زهار الدم الدم التار التار".
 
الكتاتني في المؤتمروقد التحم نواب الكتلة والمعارضة والمستقلين في البرلمان المصري من كل الأطياف السياسية مع المتظاهرين، وتمَّ عقد مؤتمر صحفي أمام البرلمان المصري، طالب فيه النواب بوقف العدوان الفوري على الشعب الفلسطيني، والسعي على المستوى العربي والدولي والإقليمي لوقف هذا العدوان المجرم، والوقف الفوري لتصدير الغاز المصري والبترول إلى الكيان الصهيوني الذي يدعم اقتصاد الحرب الصهيوني ويدير عجلة الحرب المجرمة، والعمل على فتح معبر رفح المصري فورًا ودائمًا بلا قيد أو شرط، وإدخال مواد الإغاثة المصرية للقطاع فورًا ومن معبر رفح والعمل على إنهاء الحصار الظالم حول غزة، وسحب السفير المصري لدى الكيان الصهيوني، وطرد السفير الصهيوني في مصر، وإغلاق السفارة الصهيونية.

وطالب النوابُ بتبني قمة عربية طارئة تعلن سحب المبادرة العربية للسلام، وقطع كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني مع الكف عن إعطاء غطاء للإجرام للعدو الصهيوني، ومحاولة تبريره، ووقف المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني، ودعم المقاومة المشروعة بكل السبل والوسائل.

وأكَّد بيان- أصدره النواب- أنَّ الشعب المصري سوف يظل ثابتًا على مواقفه حتى ينال مطالبه، وسوف يظل دعمًا وسندًا للأشقاء الفلسطينيين حتى تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر للنهر، وأنَّ الشعب المصري يطالب الأنظمة العربية ويحملها كامل المسئولية ما لم توفر دعمًا كاملاً علنيًّا صريحًا للمقاومة الفلسطينية، بما يتكافأ مع الدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال والقتل والتخريب والعدوان.

السيد عسكر بالمؤتمروأكد محمد سعد الكتاتني (رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) أننا نريد تقديم رسالة واضحة للحكومة ممثلة في وزير خارجيتها، حول هذا العدوان الغاشم الذي لم يسبق له مثيل، وأكَّد أن ما يحدث لا يجوز فيه الاستنكار والشجب، وأشار إلى أن أطباء وأساتذة جراحة مصريين ذهبوا بتكليف نقابة الأطباء لإنقاذ حالات الجرحى الذي تخطوا الـ 900 جريح، وتم منعهم مع أن بحوزتهم حقائب عادية، متسائلاً عن تفسير منعهم، هل بغرض الإجهاز على الشعب الفلسطيني؟

وأضاف الكتاتني أنَّ الحكومات القوية المنتخبة بإرادة شعوبها لا تستنكر أو تشجب، بل تحقق ما تريد بالأفعال لا بالأقوال، وقال: لماذا لا نسمع تحذيرًا؟ لماذا لا نسمع قرارًا بسحب السفير المصري وطرد السفير الإسرائيلي؟ وقال إنَّ ليفني أعلنت أن هذه هي الضربة الأولى، فماذا ستحمل لنا الضربة القادمة؟.

وأكَّد حمدين صباحي (ممثل حزب الكرامة) أنَّ قرار الحرب اتخذ خلال الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية، مطالبًا بإرسال وفد برلماني مصري إلى غزة لإرسال المساعدات، معربًا عن أمله في أن يتم ذلك على مستوى كافة البرلمانات العربية.

جمال زهرانوأكَّد د.جمال زهران (مستقل) أنَّ مصر انسحبت من ممارسة دورها، وأنَّ القرار المصري مشارك في الاعتداءات على غزة.

وأكَّد محمد عبد العليم داود (وفد) تضامن كل القوى المعارضة في رفض تصريحات أبو الغيط المبررة للعدوان، ورفض محاولات الأغلبية للصمت على المذابح التي تجرى في غزة.

وأكَّد سعد عبود أنَّ كافة الأنظمة العربية سقطت بصمتها على هذا العدوان.

ومن جانبه، أكَّد محمد البلتاجي (أمين العلاقات بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) ضرورة قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وقال إنَّ المؤتمر الصحفي الذي عقده أبو الغيط مع أبو مازن كان لتبرير العدوان، وأشار إلى أنَّهم قالوا إنهم أعطوا نصائح للإخوة في غزة، ولم يستجيبوا، وذلك لتبرير العدوان.
 
وأكَّد أنَّ ما يدور تحت قبة البرلمان من أحاديث حول هذا العدوان لا طائل منه بسبب الأغلبية التي تعرقل اتخاذ أي موقف برلماني مشرف.

ثم عرض أحمد دياب (أمين عام الكتلة) مطالب الكتلة التي سيتم نقلها لرئيس الجمهورية في قصر عابدين.
 

طالع نص البيان:

رُوِّع الشعب المصري كله.. بما سمع ورأى من دماء زكية طاهرة تراق.. وأجساد تتمزق على جنبات الطرق أشلاء حتى تكدست ثلاجات الموت بالجثث وفاضت.

لكن أكثر ما روع الشعب المصري.. هذه المواقف المخزية المذرية للأنظمة العربية.. التي شاركت أو تواطأت مع العدو أو تسترت عليه.. فكلهم يشارك في هذه المؤامرة الخسيسة بدءًا من استنكار حق المقاومة المشروعة على الشعب الفلسطيني، أو تحميل المقاومة مسئولية الإجرام الصهيوني، وكأنه أول شعب في التاريخ يقاوم الاحتلال.

إن الشعب المصري.. ظل يطالب ولا يزال يطالب.
أولاً: السعي الدءوب على الصعيد العربي والإقليمي والدولي لوقف هذا العدوان المجرم فورًا.
ثانيًا: بالوقف الفوري لضخ الغاز والبترول الصمري لدعم اقتصاد الحرب للعدو الصهيوني المجرم.
ثالثًا: يفتح معبر رفح المصري فورًا.. ودائمًا وبلا قيد ولا شرط.
رابعًا: إدخال مواد الإغاثة المصرية للقطاع فورًا.. ومن معبر رفح.
خامسًا: إنهاء الحصار الظالم حول غزة.. مطلقًا وفورًا.
سادسًا: سحب السفير المصري لدى الكيان الصهيوني.
سابعًا: طرد السفير الصهيوني من مصر وإغلاق هذه السفارة.
ثامنًا: تبني قمة عربية طارئة.. تُعلن سحب المبادرة العربية.. وقطع كافة العلاقات مع هذا الكيان الصهيوني.
تاسعًا: الكف عن إعطاء الغطاء لإجرام العدو الصهيوني ومحاولات تبريره.
عاشرًا: وقف المفاوضات العبثية.. مع العدو الصهيوني.. ودعم المقاومة المشروعة بكل السبل والوسائل.

إنَّ الشعب المصري سوف يظل ثابتًا على مواقفه حتى ينال مطالبه.. وسوف يظل دعمًا وسندًا للأشقاء الفلسطينيين.. حتى تحرير فلسطين.. كل فلسطين من البحر إلى النهر.

إنَّ الشعب المصري.. يطالب الأنظمة العربية ويحملها كامل المسئولية.. ما لم توفر دعمًا كاملاً علنيًّا صريحًا للمقاومة الفلسطينية بما يتكافأ مع الدعم الأمريكي اللامحدود  للاحتلال والقتل والتخريب والعدوان.