تقرير - نافذة مصر :

في ظل تحالفات القوى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والتي تم إعادة تشكيلها بعد ثورات الربيع العربي .. ظهر في الأفق تحالف جديد وتقارب كبير بين القطبين الكبيرين  (تركيا وقطر) في الاقتصاد والسياسة - تحديدا.
 
الدولتان تتفقان بشكل كبير في العديد من المواقف السياسية من الثورات العربية في الآونة الأخيرة وبشكل خاص أحداث الانقلاب في مصر.
 
فالدولتان تقدما الدعم الكامل على جميع الأصعده لداعمي الشرعية ورافضي الانقلاب، رغم كلفة ذلك الكبيرة عليهما من خسارة تحالفات واكتساب مواقف معادية من الدول الداعة للانقلاب بل والانقلابيين أنفسهم في مصر.
 
فلا يخفى على الجميع انقطاع علاقة مصر تماما بتركيا بعد عودة سفير تركيا إلى بلاده والعكس .. بالإضافة إلى  الحرب الإعلامية في مصر على الدولتين.
 
ولم تكن مسألة سحب سفراء دول الخليج من قطر ببعيدة - قبل حلها الأمس فقط - والتي رغم قساوتها على قطر إلا أنها واجهتها وبقوة.
 
 
التعاون الاقتصادي والتجاري
 
تترجم التقارب في المواقف السياسية إلى تقارب اقتصادي كبير بين الدولتين بشكل متوقع، فالتوافق السياسي في الغالب يتبعه تقارب اقتصادي.
 
بل أن قطر وتركيا قادرتان على توجيه دفة الاقتصاد العالمي من خلال تعاونهما؛ في الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد العالمي بمرحلة تغيير قوية.
 
في هذا الإطار وصل وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، مساء السبت، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في زيارة رسمية، يرافقه وفد مكون من رجال أعمال ومدراء رفيعي المستوي، بالعديد من مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجالي الاقتصاد والتجارة.
 
 وصرح "نهاد زيبكتشي" وزير الاقتصاد التركي، إن بلاده ترغب في توقيع اتفاقية طويلة الأجل لشراء الغاز القطري المسال، مشيرا إلى أن المفاوضات الخاصة بهذا الشأن لا تزال جارية حتى الآن.
 
وأضاف وزير الاقتصاد التركي، في تصريحات على هامش منتدى الأعمال القطري التركي، الذي عقد اليوم الأحد في الدوحة، أن المباحثات بشأن إقامة مجمع للغاز الطبيعي المسال في تركيا لتسهيل نقل الغاز من قطر لأوروبا مازال قيد المفاوضات.
 
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري مع دولة قطر بلغ 770 مليون دولار في عام 2013، وأن البلدين يسعيان لأن يصل حجم التبادل التجاري إلى 1.5 مليار دولار في نهاية العام 2015.
 
وتهدف الزيارة إلى البحث عن مكان لشركات المقاولات التركية، في المشاريع التي تعتزم قطر الشروع بها، استعدادا لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها الدوحة في العام 2022.
 

 

تأشيرات طويلة الأجل
 
ونحو مزيد من التقارب ولترجمة ذلك عمليا على أرض الواقع قال  "زيبكجي"؛ إن تركيا ستحمل إلى الأشقاء القطريين في القريب العاجل أخباراً سارّة بخصوص إمكانية منح تأشيرات دخول طويلة الأجل، وتصاريح إقامة غير محدودة .
 
وأعرب، بحسب وكالة الأناضول، عن عميق سعادته بسبب وجوده في قطر، مشيراً إلى أن قطر تمتلك مكانة متميزة لدى الشعب التركي، وأن علاقات الأخوة والصداقة بين الشعبين في البلدين تثري العلاقات المتبادلة التي تمتلك جذوراً راسخة في تاريخ البلدين.
 
تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وقطر، قد بلغ 618 مليون دولارعام 2013، بعد أن كان 24 مليونا فقط عام 2003، ومن المنتظر أن تتم مضاعفة هذا الرقم في نهاية العام 2015.
 
وتولت شركات المقاولات التركية 117 مشروعا في قطر بقيمة إجمالية بلغت 13.5 مليار دولار، في حين بلغت قيمة 7443 مشروعا تعهدت به هذه الشركات في 103 دولة أخرى 280 مليار دولار.