29/06/2010

فى الجزء الثاني من حوارها معه نقلت جريدة المصري اليوم عن الأستاذ / إبراهيم منير القيادي بجماعة الإخوان المسلمين فى أوربا ، والمتهم الأول فى قضية التنظيم الدولى المزعومة ،تأكيداته إنه التقى بالدكتور محمد البرادعى فى لندن قبل أيام فى لقاء عاماً ، مشيراً إلى أن اللقاء لم يكن بتكليف من الجماعة فى القاهرة، وإنما كان حضوراً عاماً، مشيراً إلى أن جميع لقاءاته فى لندن بالشخصيات الأجنبية لا تتم بتكليف من الجماعة، وأوضح منير أن عمله التنظيمى يقتصر على إصدار رسالة الإخوان، وأهداف الشركة البحثية التى أعمل بها ولا شىء غير ذلك .. وإلى نص الحوار الذي نشرنا الجزء الاول منه أمس:

■ هل حقيقى أنكم تتولون شؤون التنظيم فى أوروبا وأنكم مفوضون من قبل المكتب فى القاهرة فى إدارة شؤون الإخوان فى أنحاء أوروبا ومن ثم الدول التى لا يستطيع مكتب القاهرة التواصل معها؟

- غير حقيقى، والعمل الإسلامى فى القارة الأوروبية وعلى مختلف انتماءاته الفكرية عمل مستقل يخضع لقوانين البلد الذى يعمل فيه ولقوانين الاتحاد الأوروبى بشكل عام، ولست مكلفا بإدارة شؤون الإخوان فى أوروبا، وعملى التطوعى كمسؤول عن إصدار «رسالة الإخوان» وعن أهداف الشركة البحثية فى لندن يتيح لى الاتصال بكل ما أستطيع الاتصال به من هيئات أو تجمعات فى هذه الأقطار.

■ ما دوركم الحقيقى فى دعم إخوان مصر، وهل يقتصر هذا الدور على إعداد الأبحاث والدراسات أم أن هناك تنسيقاً على مستوى أعلى بمقابلة شخصيات أوروبية وأمريكية؟

- الدعم الحقيقى الذى يمكن أن يقدمه أى أخ فى أى مكان من العالم لإخوان مصر هو تبيان مواقفهم وشرحها والرد على أصحاب الأغراض والأهواء أو على من يجهل أمورا كثيرة خاطئة بهم، وليس هناك تكليف بمقابلة أحد، فللجماعة قيادتها ولا يمكن تجاوزها ومن يرد من أى جنسية فى العالم أن يلتقى بهم فالقاهرة لم تعد بعيدة عن الجميع، ولقاءاتنا مع أى أحد من أى جنسية بعد ذلك تدور فى إطار التعريف والتوضيح والمناقشة التى تهمهم بالدرجة الأولى.

■ ترددت أنباء عن لقائكم بالدكتور محمد البرادعى ومهدتم معه للقاء الجماعة بمقر كتلتها فكنتم الداعم الأساسى لتأييده فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.. ما صحة ذلك؟

- أنا لم أر الدكتور محمد البرادعى شخصياً إلا حين زار لندن يوم ١١ يونيو الجارى، وفى حضور أكثر من ثلاثمائة مصرى فى القاعة التى ألقى فيها كلمته، ورفضت الجلوس فى أول صف وجلست فى آخر الصفوف وفى أعلى القاعة حتى أرى الصورة كاملة، وكان من المفروض أن ألقى كلمة فى هذا اللقاء،

وعندما جاء دورى وقفت وأمام الجميع أرحب به باسم الإخوان المسلمين، وطالبت الزملاء فى الجمعية الوطنية للتغيير بأن يتم إعطاء الفرصة للشباب للتعبير عما فى أنفسهم ولم تستغرق كلمتى أكثر من دقيقة، وانتهى اللقاء ولم أصافحه بسبب ازدحام الجمهور حوله..

وهذا كل ما جرى، أما ما يقال غير ذلك مثل ما نشره أحد الصحفيين الذى يتولى مسؤولية وسيلة إعلامية كبرى فى مصر عن لقاءات للدكتور محمد البرادعى سابقة مع شخصية برلمانية إخوانية فى لندن، وغير ذلك، فأقسم بالله ورغم أن هذا اللقاء لو تم لا حرج علينا منه، ولكن لم يحدث.. وحتى لا تظن أننى أتهرب، فقد صرحت فى برنامج تليفزيونى قبل وصول الدكتور البرادعى بأكثر من شهر بأننى أتمنى أن أراه فى موقع المسؤولية الأولى فى مصر.

■ ما موقفكم فى قضايا الخلاف التى يطرحها البرادعى مع الإخوان وما الصيغة التى ترونها مناسبة للتوافق بين ما يطلبه البرادعى وما يتمسك به الإخوان؟

- من الطبيعى جدا أن تكون بين الإخوان والبرادعى نقاط اتفاق ونقاط اختلاف، وما يتفق عليه الإخوان مع الدكتور محمد البرادعى هو مطالب كل الشعب المصرى، التى تهيأ له بداية تغيير حقيقى لتحرير إرادته وفى إطار بعيد عن العنف، ولا أستوعب مقولتك عن «التوافق» فى ظل هذه الصورة.

■ ما الأجندة التى تجمع البرادعى بالإخوان، وهل تطرق التنسيق معه من مجرد الاتفاق الضمنى مع عملية مطالب الإصلاح إلى ما هو أبعد من ذلك من تأثيره فى حال خوضه الانتخابات ضد الرئيس مبارك أو نجله فى حال ترشح أحدهما؟

- يمكن لإخوان القاهرة أن يجيبوا عن هذا السؤال، وما أعلمه أن الدكتور محمد البرادعى أعلن أنه لن يعلن ترشحه للرئاسة فى ظل الأوضاع الدستورية الحالية.

■ كيف تنظرون إلى لائحة الإخوان مثار خلاف الجماعة، وما البنود التى ترون أهمية تغييرها؟

- لائحة الجماعة كأى عمل بشرى يمكن النظر فيها وتعديلها بما يناسب كل مرحلة، وعندما تفكر الجماعة فى تعديلها فوقتها يمكن النظر والمراجعة، أما الآن فذهنى خالٍ من أى شىء تجاهها وهذا -وصدقنى- ليس تهربا إنما أقول الواقع فعلا.

■ هل يقتصر مكتبكم فى لندن على تقديم بعض الخدمات الدعوية والإعلامية كما يبدو، أم أن هناك دوراً آخر؟

- يمكنكم معرفة ذلك من قبل السفارة المصرية فى لندن فنحن ليس لدينا شىء معلن وشىء مخفى!!

■ ما تشكيلة مكتبكم وكيفية اتخاذ القرار بداخله وما مواعيد اجتماعاتكم؟

- رفض الإجابة.

■ ما صلتكم الحقيقية بقناة الحوار الفضائية وهل تعبر عن فكر وتنظيم الإخوان فى مصر؟

- صلتنا بقناة الحوار كأى صلة بأى قناة فضائية أخرى وهى قناة لا تعبر عن فكر وتنظيم الإخوان فى مصر، ولها جمهورها العريض فى العالم، ولو كانت تابعة للإخوان فى مصر أو تعبر عن فكرهم لأعلنا ذلك صراحة ولتغيرت خريطة برامجها.

■ لماذا أخذتم أعضاء مكتبكم من الإخوان العرب من جميع العواصم العربية دون الأوروبية، ولماذا لم تستعينوا بإخوان بريطانيين؟

- كل العاملين فى المكتب يحملون جنسيات أوروبية مختلفة تفيدنا فى وجود عدة لغات معنا.

■ ما المغزى من وراء إصدار رسالة أسبوعية من قبل مكتبكم فى لندن ومن هو جمهورها وإلى من توجهونها؟

- الذى يعيش خارج مصر وخارج البلاد العربية ينقصه الكثير من المعلومات الخاصة بالجماعة، وخصوصا الذين لا يتكلمون العربية، وجمهور رسالة الإخوان المستهدف منتشر فى أقطار كثيرة ويقوم إخوة فى هذه الأقطار بترجمة الرسالة إلى لغاتهم.

■ كيف ترى مستقبل الجماعة بعد انتخاب مكتب الإرشاد والمرشد والخلافات التى كان نتيجتها استقالة نائبها الأول الدكتور محمد حبيب؟

- لو سألتنى هذا السؤال عام ١٩٤٩ أو ١٩٥٤ أو ١٩٦٥ أو حتى عام ١٩٩٥ لكان يمكن للجواب أن يطول للحديث عن أقدار الله والثوابت فى الكون وفريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعن الصبر والوفاء للبيعة والتجرد والتضحية والفهم والثبات ومعان كثيرة تمهد للإجابة، خصوصا أن كل المعطيات والحسابات وقتها لدى كل البشر بلا استثناء إلا أفراد الجماعة تقول إن جماعة الإخوان المسلمين قد وصلت إلى نهاياتها، وهو موضوع يحتاج إلى كتابة تاريخ أكثر من نصف قرن، والوقوف عند مفاصل فيه غفلها الجميع، أيضا إلا الإخوان المسلمين.

أما الآن فمن ينظر نظرة سريعة للخلف يستطع أن يقول بكل ثقة وبإذن الله وحده وفضله إن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين دائما أمامها أوسع وأعمق من أى مرحلة تتخطاها، وما حدث من اختلافات فى وجهات النظر خلال الانتخابات كان حول الإجراءات ومدى صحتها أو مطابقتها للوائح، وهو أمر لم يعتده الناس فى مصر لأن الاختلافات غالبا ما تؤدى إلى انشقاقات ونزاعات وأحيانا يا «قاتل يا مقتول» إلا فى جماعة الإخوان المسلمين، وموقف الدكتور محمد حبيب كان حول هذه النقطة وهى صحة الإجراءات ومدى مطابقتها للوائح.. وبقى فى نفوس الإخوان كما هو صاحب الفضل والجهاد والقامة التى لا ينكرها أحد، سواء كان داخل مكتب الإرشاد أو خارجه.

■ من الخاسر الحقيقى فى انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة وما تقييمكم فى الخارج لهذه الانتخابات بعد هذا الوقت؟

- الخاسر الحقيقى بالتأكيد هو الجهاز الأمنى المصرى على جلالة قدره، الذى يحاول أن يفرض نفسه على الناس وعلى الدولة، والجلال لله وحده سبحانه وتعالى، وقد كسبت الجماعة الجولة بلا شك، وتقييمى أن العملية فى مجملها كانت ناجحة نفضت الكثير من الغبار الذى حاول البعض أن يغبروا به وجه الجماعة ومصداقية أعضائها.

■ ماذا تقول فيما نشره البعض عن مؤاخذات شابت عملية الانتخابات ووصف البعض لها بـ«المزورة»؟

- أن تجرى الانتخابات فى ظل مطاردات أمنية واعتقالات يحاول فيها النظام تحديد مجراها وضمان نتائجها كما يريد ثم تأتى ملاحظة حول الإجراءات وطريقة الانتخابات فهو أمر لابد أن يرعاه الجميع، ومع ذلك ومع كل ما كتب عن وجود ملاحظات لم يحدث ولم يجرؤ أحد على أن يتحدث عن أن هناك تزويراً أو الشروع فى تزوير والتفكير فيه، إنما كان الحديث حول ملاحظات شابت الانتخابات.

الجماعة فى مصر تعيش فى ظل قانون لا يرعى حرمة من حرمات الله ولا يرعى حرمة معارض أو صاحب فكر أو رأى حر، ومن غير المعقول أن تطالب الجماعة بأن تكون الانتخابات فيها طبقا لما تنص عليه الكتب الدراسية أو طبقا لما تجرى فى بلد مثل بريطانيا مثلا رغم ما يجرى فى انتخاباتها من بعض التجاوزات باستخدام المال والإعلام وغيرهما.

■ أسأل تحديدا عن تفسيرك لاعتراضات عدد من قيادات الجماعة وتقديمهم مذكرات تتحدث عن التزوير والمخالفات داخل الجماعة فيما يخص الانتخابات؟

- الخلافات كانت حول تفسير اللائحة، والجهة المنوط بها التحقيق أو الفصل هى مؤسسات الجماعة فى مصر ولست أنا، ومع ذلك فأنا على يقين أن الخلاف حول التفسير من البعض وهذا لا يبطل الإجراءات التى تمت بها هذه الانتخابات.

■ كيف ترون المرشد الجديد للجماعة وماذا استطاع أن يقدم عن سابقيه؟

- حكمة الله سبحانه وتعالى فى الخلق هى وجود الاختلاف بين الأشخاص وبين الأفكار وهو ما يؤدى إلى التطوير والنمو المستمرين، والأستاذ الدكتور محمد بديع لم يمض على تكليفه بالمنصب الجديد إلا شهور، وشخصيا فإن ما أعلمه عنه أن لديه الكثير وعلى الجميع أن يصبر سنة أو سنتين على الأكثر حتى يرى أثر التنفيذ على أرض الواقع.

■ من انفتاح المرشد السابق على الإعلام وتشدد الحالى، كيف ترون تعاطى الجماعة مع الإعلام؟

- الإنسان البسيط فى مصر يقول «كل شيخ وله طريقة» ولماذا تحرمون رموز جماعة الإخوان المسلمين من أن يكون لهم الحق فى اختلاف الأساليب والتعامل فى الحياة، ولماذا يصر الإعلام على تحديد نماذج معينة للجماعة وقادتها للسير فيها وإلا نالهم الاستفهام والاستنكار، ولا أنكر أن تعاطى الجماعة مع الإعلام يحتاج إلى مراجعة مستمرة، وفى نفس الوقت فأين هو الإعلام المحايد البرىء الذى لا يخلو من الغرض.

■ كيف تنظرون إلى مستقبل الجماعة فى مصر فى ظل التفاعلات السياسية الأخيرة؟

- أنظر وبعون الله وإذنه إلى مستقبل الجماعة فى مصر فأراه مضيئا واعدا، وأنظر إلى الجماعة وأنا فى هذه السن فأراها فتية قوية واعيةً قادرة على التعامل مع كل التفاعلات الداخلية والخارجية بإيجابية وخبرة، ويكفى الجماعة أن فكرها أصبح ثابتا فى الأرض يستحيل على أحد اجتثاثه، إضافة إلى أنه لم يعد مجهولا ولا مرفوضا على كل المستويات الخارجية.

■ هل حقيقى أنكم تأثرتم بالضجيج الإعلامى الذى صاحب انتخاب مرشد جديد للإخوان وخلافات انتخاب مكتب إرشاد جديد؟

- لا أنكر أن هذا الضجيج أزعج بعض الدوائر فى الجماعة، ومن فضل الله أن ثقة إخوان الخارج فى إخوان مصر كاملة من بعد ثقتهم فى حفظ الله لهم ورعايته.