تكون قشرة الرأس في الشعر، من أكثر المشكلات الجلدية الشائعة، ويشكو منها 50 بالمائة من إجمالي سكّان الأرض باختلاف أعراقهم ومناطق وجودهم وجنسياتهم.
يحاول العلماء فهم كيفية تكون القشرة، إلا أن العالم الفرنسي لويس شارل مالاسيه، ربط -في القرن التاسع عشر- تشكُل القشرة بإفرازات خمائر "الملاسيزية"Malassezia ، وعلى الرغم من وجود علاقة ضئيلة بين نسبة تكاثر هذه الخميرة على فروة الرأس وشدة سوء الوضع على صعيد القشرة الكثيفة، لم يناقض هذا الافتراض أحد من الباحثين.
تم التسليم بتلك الفرضية لحين ظهور دراسات جديدة تم نشرها الشهر الماضي في مجلة التقارير العلمية Scientific Reports؛ حيث اعتبر الباحثون في جامعة جياو تونج في الصين أنّ غزو القشرة لفروة الرأس يعود إلى أنّ الشعر يكون ملوّثا بحوافل كبيرة من بكتيريا المكوّرات العنقودية Staphylocoques على حساب وجود كميّات ضئيلة من جراثيم البروبيونيك Propionibacterium التي تكون في العادة بين الشعر.
توصّل هؤلاء الباحثون الصينيون في نظريتهم الحديثة، عقب تحليلهم لفروات رأس 363 إنسانًا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 سنة، إلى أنّ الاختلال في التوازن البكتيري في فروة الرأس، يؤدي إلى تنامي وتكاثر المكورات العنقودية، هو المسؤول عن قشرة الرأس التي يُستعصى التخلّص منها بالشامبوهات الطبية المعتادة.
كما لاحظ الباحثون الصينيون أنّ الشعر الوسخ بالقشرة، بالمقارنة مع الشعر الصحّي، تعاني فروته من قلّة الرطوبة ومن قلة إفراز الزهم Sébum، تلك المادة الزيتية التي تفرزها الغدد الدهنية.
لكن ما لم يتمكّن العلماء من حسمه بعد، "هل ثمّة سبب وحيد لقشرة الرأس أو مجموعة أسباب وعوامل مشتركة تزيد الطين بلّة"، وأكد الباحث الأسترالي في جامعة سيدني Bernie Hudson، حسبما صرّح لمجلّة New Scientist، أنّ احتمالية أن يكون وراء غزو القشرة للرأس عوامل كثيرة واردة جدًا. ولذا التعرّف على سبب جديد أو على جملة من الأسباب يسهم في اكتشاف علاجات أفضل.
ويدخل في تركيب الشامبوهات مركّب زنك البيريثيون Zinc-pyrithione الذي يكافح في آن فطريات الرأس وبكتيريا المكورات العنقودية، إلا أن هذا العلاج لا يتجاوب معه جميع الناس.