فراج إسماعيل :

فضيحة على الهواء أدهشت كل من شاهدها أمس فى نهاية لقاء مع الصحفى الشيوعى نبيل زكى، إذ بعد أن اتهم الإخوان بالتهديد ببحور الدم إذا خسر مرشحهم محمد مرسى، معقبًا بوصلة من السباب والتشفى والوضاعة، قال للمذيع ظنًا أنه لم يعد على الهواء بانتهاء المقابلة، "أنا قلت (البقين) اللى إنت طلبتهم".. والمعنى أنه سب وشتم الإخوان تلبية لطلب المذيع!

طبعًا فى أى نظام محترم يجب تحويل فريق برنامج صباح الخير يا مصر، الذى استضاف نبيل زكى للتحقيق، لأن ما فعلوه – خصوصًا المذيع والمذيعة – لا يمت للمهنية بأى علاقة.. بل إنهما ونبيل زكى ضمنا يفتقدون ألف باء الإعلام بهذا التهريج الذى تستحق بسببه القنوات الرسمية أن تكون فى الحضيض مقارنة بالقنوات الأخرى.

سيقولون طبعًا إن هذا هو المستوى ولا حيلة لنا فيه وعلى قد لحافك مد رجليك، فالقنوات الحكومية بعد الثورة صارت مشلولة لأنها لا تستطيع أن تدفع لمذيعين ومقدمى برامج أكفاء ولضيوف فوق مستوى "ذكى" المتواضع صحفيًا وسياسيًا.

لن أناقش هذه المسألة لأنها ليست موضوع المقال، فمستوى تلك القنوات لم يتقدم أبدًا حتى عندما كانت تدفع الملايين لمقدمى برامج استقدمتهم من خارج مبنى ماسبيرو، فالمشكلة تخص الأسلوب والثقافة، والمبنى الشهير لا يقدم سوى الانحطاط الأخلاقى والسياسى، ولم يمر عليه طوال عمره إلا أقل من عدد أصابع اليد الواحدة، الذين كانوا يحتفظون بقدر كبير من المهنية والوعى والحياد والشجاعة الأدبية.

ماسبيرو جزء صغير من دائرة فاسدة كبيرة تتحكم فى حاضر ومستقبل مصر، وتقدم الغث وفاقد الصلاحية.. تحدثت فى مقالى أمس وأمس الأول عن فساد القضاء، الذى جعل مصر طوال سنوات طويلة سابقة أسيرة لديكتاتورية مستبدة بتشريع الاستبداد ورسمه دستوريًا وقانونيًا، وسرعة اجتثاث أى شرعية ديمقراطية عبر مجموعة من الأشخاص مكلفين بتقديم الطعون المعد سلفا للحكم لصالحها.

ماسبيرو هو الآلة الإعلامية الفاسدة لنظام فاسد خلعه الشعب فى ميدان التحرير 2011، لكنه عاد بقيادة العسكر فى 14 يونيه 2012 بانقلاب ناعم أو أبيض وكان القضاء الآلة المنفذة له.