د. محمد صبحي رضوان

شاهدت كغيري حلقة ناس بوك والتي استضافت فيها المذيعة هالة سرحان كلا من الأستاذين مختار نوح وعصام سلطان وكنت أود الاتصال بالبرنامج غير أن ذلك لم يكن مسموحا به ولا أدرى لماذا . وأود في هذا المقال توجيه كلمات لكل من المذيعة والأستاذين الفاضلين وذلك لإزالة شبهات أثيرت في البرنامج  :

أولا : الأستاذة هالة سرحان :
أرجوك أن تراجعى طريقتك في إدارة الحوار وعرض الأسئلة وعدم الصيد في الماء العكر فأسلوبك المتحفظ بل والكاره لكل ما هو اسلامى واضح ولا تستطيعين إخفاءه . لذا أتمنى أن تكوني متعادلة ( فير ) في إدارة الحوار أيا كان أطرافه ولا تميلى كل الميل فتنصفي طرفا على حساب الآخر.

ثانيا : الأستاذ مختار نوح :
لقد كنت متوازنا وزاد قدرك عند الكثير ممن شاهدوا الحلقة لأنك رفضت الانسياق وراء مهاترات الأستاذ عصام ومحاولات الاستاذه هالة فقد تحفظت أن تبدى رأيا في أمر لم تشاهده بعينيك ولم تهاجم طرفا غائبا .
كما كان موقفك من قرار جماعة الأخوان فيما يتعلق بالمجلس الاستشاري مشرفا ومنصفا .

ثالثا: الأستاذ عصام سلطان :

كنت أود أن أرد عليك في كل نقطة تكلمت فيها  لولا ضيق الوقت وانشغالنا فيما هو أهم وهو انتخابات المرحلة الثانية ولكنني سأكتفي بالرد فيما يتعلق بالجانب التربوي الذي طعنت فيه الجماعة وانتقصت من حق أفرادها بخصوصه وللأسف الشديد كل نقد وجهته لأفراد الجماعة في هذا الجانب مردود عليك, بل ينطبق عليك المثل القائل ( رمتني بدائها وانسلت ) وذلك لما يلي :

1ـ يقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إن بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب  بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُــلَ لَحْمَ أَخِيــهِ مَيْتــاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَــوَّابٌ رَّحِيـمٌ) ويقول الرسول الكريم (ص) ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ، ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ،ولا تدابروا ،وكونوا عباد الله إخوانا ) فمعظم الاتهامات قائمة على السمع الغير موثق ولا أخفى عليك لقد كنت على أحر من الجمر لما قالت المذيعة إن لديها شريط فيديو به وقائع لصدق ما تقول ولما تم عرضه إذا هو مشادة تحدث في أي انتخابات ولم نسمع أو نشاهد ماذا فعلت أنت كي يرد عليك الأخ بهذا الرد أما واقعة ( الحرب خدعة ) وبقية ما قلت فاتضح انه كلام مرسل لم يقم عليه دليل كما ادعيت وبالتالي أحيلك إلى المعنى التربوي المهم الوارد في الآية الكريمة السابقة .
 
2ـ قال (ص) لعمر بن الخطاب في واقعة حاطب بن أبى بلتعه ( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ) ويقول الإمام ابن القيم" من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره ، ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره فإن المعصية خبث والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه يحمل" ، وقول النبي الكريم وفهم الإمام ابن القيم  منطلق من حفظ الجميل والمعروف لأصحاب الفضل والسبق وأنت تربويا لم تراع هذا الأمر فنراك تتنقل بين القنوات مهاجما وقادحا ومسفها لقيادات الجماعة وأفرادها ممن كان لهم بعد الله السبق والفضل فيما وصل إليه الإسلاميون الآن  وأنت منهم .

ما ‏أعظم كلمة الشافعي رحمه الله : الحر من راعى وداد لحظة أو انتمى لمن ‏أفاده لفظة . وقال بعض السلف : أعجز الناس من فرط في طلب الإخوان ‏، وأعجز منه من فرط فيمن ظفر بهم .
فيا ترى كم لحظات الود عشتها في الجماعة قبل تركها ؟ وكم من الألفاظ تعلمتها من دعاتها قبل أن  تفارقهم ؟ أرجوك لا تنس هذا المعنى التربوي .

4ـ علمنا الإسلام معنى تربويا مهما وهو أدب الخلاف والحوار وأدب النصح والذي أعنيه هنا أدب النصح لأن أدب الخلاف قد ضربته حضرتك في مقتل أما أدب النصح فقد غاب عنك ماعلمنا إياه الإسلام من ( ألا يكون على الملأ- أن يكون بأفضل الكلمات والألفاظ – ألا يبنى على سوء الظن – أن تتوجه به إلى المنصوح مباشرة – وان تختار التوقيت والظرف والمكان المناسبين لذلك ...الخ ) وأظنها كلها من الأمور التربوية التي لم تراعها وغابت عنك بالكلية .

5ـ لقد قلت إن من المقرر في أصول الأخلاق الإسلامية إن ( حال رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل في رجل ) فأحسبك قد خالفت ذلك انطلاقا من كل ما سبق .

6ـ كل مادار الحديث حوله في الحلقة تقريبا كان حول الانتخابات وبعض مشاكلها وكلها أمور سياسية تحتمل الخلاف وقد حولتها حضرتك للأسف إلى خلاف هوية وشخصنه .

7. قد أعجبنى قول الأستاذ مختار نوح عندما رد عليك قائلا : إن سنة أو سنتين في التربية تعنى مائتين أوثلاثمائة في غيرها وأتمنى أن تكون قد استوعبت هذه الجملة .

8. وأخيرا أتمنى أن تعمل بما قلته سيادتك في الحلقة من أن المرجعية الإسلامية قد أحاطت ذمم وأعراض الناس بسياج ضخم فلا تنس أن للجماعة ذمما وأعراضا ولحزب الحرية والعدالة  أيضا ذمما وعرضا .