68 عامًا مضت على نكبة فلسطين، ولم تغب النكبة عن حال وواقع اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، فهي لا تزال ماثلة أمام أعين من تبقى منهم وشهدوا أحداثها، أو ممن تبقى من أجيال ولدوا في مهاجرهم ولا يزالون يتجرعون مآسيهم، المادية منها والمعنوية والتي نتجت عن بعدهم عن أوطانهم.

من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها "لن تعترف بإسرائيل، ولن تتنازل عن ذرة تراب من فلسطين المحتلة"، مشددة على أن "الشعب الفلسطيني ومقاومته الحية؛ ستبقى رأس حربة في مشروع التحرير، كما أن الأمة العربية والإسلامية ستظل عمقنا الاستراتيجي".

وطالبت "حماس" في بيان لها أمس الأحد، جميع الدول والشعوب، بالعمل على "عزل الاحتلال الإسرائيلي، والضغط عليه؛ لوقف حصاره وعدوانه على غزة، والإعدامات الميدانية التي يرتكبها جنود الاحتلال بحق أهلنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وكذلك كف يده عن أبناء شعبنا في الأرض المحتلة عام 1948م".

ودعت "كل المخلصين في حركة فتح والفصائل؛ إلى أن يقفوا وقفة رجل واحد في وجه التنسيق الأمني مع الاحتلال، وفي وجه الاعتقال السياسي في الضفة الغربية المحتلة".

وقالت: "ليعلم الجميع أن الضغط يولد الانفجار، فلا تتركوا الصهاينة يعبثون باستقرار المنطقة والعالم"، مناشدة الأنظمة العربية أن "ترفع يدها عن اللاجئين الفلسطينيين، وتكرم وفادتهم حتى يوم عودتهم".

وحذرت "حماس" من خطورة "عبث" الاحتلال بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن "العبث بقدسية المقدسات؛ هو استعجال بهزيمة ساحقة للصهاينة المجرمين".

وخاطبت الأسرى الفلسطينيين بقولها، إن "موعدكم الحرية.. حريتكم على رأس أولويات إخوانكم وشعبكم".

حكايات النكبة
الحاجة وصفية عابد (76 عامًا)، تجلس أمام منزلها، بمخيم حطين "شلنر" والذي يبعد عن العاصمة عمان (12 كلم)، تحدثت لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" بقولها: "رايحة أرجع لبلدي وبيت أهلي الموجود بالفالوجة غصباً عن اليهود الصهاينة".

وأضافت الحاجة، التي رسمت التجاعيد على وجهها، معاناة اللجوء: إن "اللاجئ الفلسطيني لن ينسى أرضه، فالأرض هي العرض، فإن لم نعد نحن سيعود أبناؤنا".

ويستذكر الحاج إسماعيل نشوان (89 عامًا) رحلة لجوئه من قرية الدوايمة جنوب مدينة الخليل، وقال: " اقتحم جيش الاحتلال قريتي عام 1948، وبدأوا حينها بارتكاب المجازر من قتل للأطفال والنساء والرجال، ومات حينها ما يقارب الـ500 شخص، وبعدها بدأت رحلة لجوئي إلى الخليل ومن ثم الأردن عام 1967".

يحتفظ بمفتاح بيته
وأكد نشوان، الذي يسكن الآن بحي نزال التابع للعاصمة عمان، أنه لا يزال يحتفظ بمفتاح منزله في قريته، وأنه سيورثه لأبنائه وأحفاده، حتى يتحول حلم العودة إلى حقيقة.

الثمانيني الحاج علي الخطيب (أبو سالم) يتمنى بأن يتحقق حلم العودة إلى قريته المالحة التي هجر منها في يوم الأيام، وإن لم يعد هو سيعود أبناؤه أو أبناء أبنائه.

ويروي أبو سالم (80 عامًا) حياة ما بعد النكبة قائلاً: "خرجنا إلى قرية شرفات المجاورة، بعد هجمات اليهود على القرى والبلدات عام 1948، ومكثنا هناك في الكهوف عامًا كاملاً، وبعدها اضطرت العائلة إلى مغادرة الكهوف بسبب ضيقها، باتجاه بلدة بيت جالا في شمالي مدينة بيت لحم، ومكثنا بالخيام والكهوف سنوات، قبل أن ننتقل إلى بيوت بنية من الطين، وعام 1967 هاجرنا من جديد إلى الأردن، وسكنا مخيم البقعة، وتجرعنا مرارة اللجوء".

توريث الحلم
من جانبها؛ قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن طبيعة الاحتلال "العدوانية والإحلالية؛ تبدأ من عدم اعترافه بجريمته التاريخية التي ارتكبها بحق شعبنا، وتنكره لحقوقه، وممارسته التمييز العنصري بحق من تبقى في الأراضي المغتصبة عام 1948".

ويحتفظ الحاج الخطيب بذكريات حياته في قريته المالحة، التي درس فيها حتى الصف الخامس في مدرسة المالحة الأميرية، والتي لم تعد موجودة اليوم، كما يقول، ويحمل بيده مفتاح منزله الذي ورثه عن والده، ويؤكد أنه سيورثه إلى أبنائه وأحفاده.

من جهته قال رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين كاظم عايش: "الفلسطينيون الذين جاوز عددهم الاثني عشر مليونًا، وأكثر من نصفهم من اللاجئين، لا يزالون يعدّون واقع الحال مرحلة لا بد أن تمر إلى ما هو أفضل، فهم يعلنون عن تمسكهم بحقوقهم الثابتة في وطنهم، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، ويعلنون عن تمسكهم بكل ذرة تراب في فلسطين من نهرها إلى بحرها ومن جنوبها إلى شمالها".
 
وأكد عايش أن هذا يتطلب من اللاجئين الفلسطينيين المزيد من التلاحم والعمل والبذل الذي لا يعرف حدودًا ولا يعترف بالواقع الذي أحدثته اتفاقات لم يُستشر الفلسطينيون فيها.

بدورها؛ أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، على "تمسكها بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، وبحق عودة اللاجئين إلى وطنهم التاريخي فلسطين"، متعهدة بأنها "لن تسمح بتمرير أي محاولة للمس بالثوابت الوطنية".