متابعة - محمد ناجي :

يعاني المعتقل رفعت طلعت تامر عبد الجابر، البالغ من العمر 48 عاماً، والذي اختطف من مقر عمله بمنطقة فيصل بالجيزة في تاريخ 7 أبريل 2014، من قبل قوات الأمن الوطني، واحتجز بقسم بولاق، حيث تعرض للتعذيب بالكهرباء والتعليق من يديه وضربه على ذراعييه بماسورة حديدية لمدة أسبوع من أجل إجباره على الاعتراف بتهم لم يرتكبها مما سبب كسوراً في الذراعين. وتم نقله بعد ذلك لسجن استقبال طرة حيث مكث 5 أيام فى حالة صحية متدهورة وآلام مبرحة بسبب الكسور دون حصوله على أي علاج أو عرضه على طبيب.

وبعد ضغوط من السجناء وشكاوى عديدة من عائلته، تم تحويله إلى مستشفى سجن ليمان طرة بتاريخ 16 ابريل 2014 حيث أجريت له جراحتين في ذراعيه وتركيب شرائح ومسامير طبية في كليهما، مع توصية من الأطباء بوضع الذراعين فى الجبس لمدة 10 أشهر،

ثم ازدادت حالته سوء بعدما تحركت الشرائح الطبية من ذراعيه، وخرج العظم من مكانه، فنصح الأطباء بإجراء جراحتين مجدداً، وذكروا أن مستشفى السجن عاجز عن علاج حالته.

في 31 ديسمبر 2014 وعند الكشف على السجين فى مستشفى المنيل التخصصى تبين أن نوع الشرائح الذي استخدم لم يكن مناسباً، وأن الجبس لمدة طويلة أدى إلى تيبّس في عظم الذراع مع التهابات بالأعصاب، وضعف عضلات الذراعين، أسفر عن صعوبة في حركة اليد اليسرى، وأمضى بسبب ذلك 48 يوماً بالمستشفى، ثم أصرت إدارة المستشفى على خروجه وإيداعه السجن مجدداً دون استكمال علاجه.

وبرغم نصيحة الطبيب المعالج أن السجين يحتاج إلى العلاج الطبيعى لمدة سنة، إلا أن الطبيب المسئول عن قسم العلاج الطبيعي فور علمه بأن المريض سجين سياسي أصرّ على خروجه دون تحمل مسؤوليته.

في 18 فبراير 2015 تم نقله من المستشفى لسجن استقبال طرة، وبالرغم من حالته الصحية، فقد تم احتجازه في زنزانة صغيرة دون أي شيء ينام فيها على الأرض، وسيئة التهوية مع درجة حرارة عالية وانقطاع دائم للمياه، كما رفضت إدارة السجن تزويده بالمرتبة الهوائية والحمام المتنقل بدلا من البدائي الموجود بالزنزانة، بعدما اشترتهما زوجته.

فى 3 مايو 2015 تدهورت حالته الصحية، وتبين لطبيب السجن بالكشف عليه تحرك المسامير فى ذراعييه مما أدى إلى تورم فيهما، وحذر الطبيب إدارة السجن أنه سيصاب بعاهة مستديمة إذا لم يتم نقله لمستشفى تخصصي وإجراء جراحة. كما خاطب طبيب السجن المستشفى التي حددت له موعد 20 مايو لإجراء الجراحة لكن تعنتت مصلحة السجون فى نقله ولم تحوله لمستشفى السجن. ثم خاطب طبيب السجن مرة أخرى المستشفى وتم تحديد موعد 9 يونيو وكذلك رفضت مصلحة السجون مجدداً نقله للمستشفى التخصصي لإجراء الجراحة مما أدى إلى تفاقم الورم في يده اليسرى وتورم في اليمنى مع آلام مستمرة في الذراعين وعدم القدرة على النوم.

ورغم الشكاوى العديدة التى تقدمت بها الأسرة إلى النائب العام ومصلحة السجون والمجلس القومى لحقوق الإنسان، إلا أن جميع الشكاوى تم تجاهلها ولم تتخذ إدارة السجن أية إجراءات لتحويله للمستشفى.

وعلى صعيد المنظمات الدولية فقد توجه الائتلاف الأوروبي (AED) المقرر الخاص بالصحة في مجلس حقوق الإنسان  بطلب إلى المقرر الخاص بالصحة والمقرر الخاص بالتعذيب، التابعين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وذلك لمطالبتهما بمخاطبة السلطات المصرية والنقل الفوري للسجين إلى مستشفى متخصص لإجراء جراحة طارئة في ذراعه الأيسر قبل إصابته بغرغرينا.