ـ حقيقة علاقة على عبد الفتاح بالتنظيم الدولى ..

- كيف تقرأ الأسرة قصة القبض عليه ؟

- لماذا تشعر والدته أنها ستموت وهو رهن الحبس ؟

- كيف ردت ابنته ذات الـ 8 سنوات على اعتقال والدها ؟

حوار/ محمد صلاح :

هي أسرة إعتادت على إعتقال  عائلها ، حيث تم القبض عليه 16 مرة ،  لكن هذه المرة كانت جديدة عليهم ، وانتابهم الخوف والقلق أثناء تلك المداهمة التى لم تكن عادية كما يروونها !!

تفاصيل جديدة فى قصة القبض على المهندس / على عبد الفتاح وحقيقة علاقته بالتنظيم الدولى للإخوان تتحدث عنها زوجته فى هذا الحوار الذي إختصت به موقع "نافذة مصر" ....

كيف تمت عملية القبض عليه هذه المرة ؟؟

كالعادة سمعنا طرقات غير طبيعية على الباب بشكل مفزع وفتح ابنى الباب لهم وأسرع إلى غرفة والده ليوقظه بعبارة (( بابا أمن الدولة هنا ))!!

فقام من نومه بكل هدوء ، أما أنا فعلى الرغم من أن هذه هى المرة الـ 16 التى يتم فيها اعتقال زوجى ، إلا أننى كنت فى قمة الرعب وكأن هذه أول مداهمة للبيت لإعتقال والدنا ، وكنت أرتجف بشكل غير عادى وشعرت بأن هذه المرة ليست ككل مرة وقد كان .

هل كان هناك أحداث توقعتى من خلالها أن يتم إعتقال زوجك ؟

لم نكن نتوقع الاعتقال هذه المرة ولم نجد له أي  مبرر حتى أن زوجى قال لضابط أمن الدولة  :

(( أنا كل مرة بكون عارف إنتوا جايين ليه ، لكن المرة دى حقيقى مش عارف )) ، كما أن زوجى كان قد خرج من فترة اعتقال دامت لأشهر ولم تطل مدة خروجة ، ولم تتجاوز الشهرين حتى فوجئنا بالقبض عليه وهذا ما زاد من قلقى أكثر .

كيف تمت عملية التفتيش فى المنزل هذه المرة ؟

عمليات التفتيش كانت جديدة عن كل مرة ، وكانت بعيدة عن الاحترام و الآدمية فلا يوجد (( خرم )) إبرة فى البيت إلا وقاموا بتفتيشه حتى أن والدنا بعدما خرج من الحمام بعد الوضوء دخل ضابط أمن الدولة وراءه وقام بتفتيش الحمام والملابس الغير نظيفة التى نستعد لغسلها !!

ولا أعلم ما الشىء الذى يمكن أن نخبئه فى المطبخ حتى تطاله عمليات التفتيش ؟؟ ولم ينج من أيدهم حتى رسومات ابنتى الطفلة التى لم تتجاوز الـ 8 سنوات ، ولا بحث ابنتى فى كلية الفنون الجميلة الذى كان من المفترض أن تسلمه صباح يوم الاعتقال فى كليتها .

قلتى أن عملية التفتيش كانت جديدة .. فما الجديد هذه المرة ؟

طريقة التفتيش التى قاموا بها هذه المرة وبحثهم وسؤالهم على أى أموال فى البيت جعلنى أشعر أن هذه المرة فيها مكيدة يدبرونها له ، فلم يترك ضابط أمن الدولة كبير ولا صغير حتى سأله عن أى أموال فى اليبت حتى أجابته الحاجة والدة زوجى وقالت له (( معايا 200 جنيه فى البوك يابنى تاخدهم لو انت مزنوق أوى فى فلوس كدا )) .

هل كان هناك شىء آخر غير طبيعى ليلة القبض عليه ؟

نعم . أول مرة يقوم ضابط أمن الدولة بالتحقيق مع زوجى أثناء التفتيش فقد سأله عن إخوته وآخر مرة جاءوا فيها لزيارة الإسكندرية ، لأن أحدهم يعيش فى أمريكا ، والآخر يعيش فى السعودية ولما أجابه زوجى أنه لم يفهم معالم السؤال فرد عليه هو بتواريخ دخول وخروج إخوته من ، وإلى مصر مما زاد غموض عملية الاعتقال هذه المرة ، وجعلنى أشعر أن فى الأمر خطر ، كما سأله الضابط عن عنوان سكنه فى القاهرة وعن سبب سفره 3 أيام فى الأسبوع إلى القاهرة ، وهو ما أثار ضحكنا جميعا فى البيت لأن والدنا يبيت معنا كل يوم حتى لو سافر إلى القاهرة ، حتى إن ابنى رد متهكمة عليه : (( إحنا ما نعرفش إن بابا متجوز واحدة تانيا غير ماما وعايش معاها فى القاهرة )) .

ماذا يريد النظام من الإخوان ولماذا يقوم بالقبض عليهم فى ساعات متأخرة من الليل ؟

لا اعرف ماذا يريد النظام من الإخوان .. الإخوان كلهم وزوجى واحد منهم يذهبون إلى مقر أمن الدولة بمجرد تليفون لما يطلبونهم للإستدعاء ، وقد حدث ذلك مع زوجى قبل اعتقاله بأيام حيث ظل فى هذه المقابلة من الساعة السابعة مساءا حتى الساعة الرابعة فجرا وكلما طلبوه يذهب إليهم !!

إذن لماذا يقومون بمداهمة المنزل وترويع من فى البيت والجيران؟؟

إذا كان ما يقومون به لصدنا وإبعادنا عن دعوة الإخوان فهذا أمر مستحيل ، وأهلا بهم صباحا ومساء ومستعدون للإعتقال بل وللموت فى سبيل دعوتنا .

كيف استقبلتم التهم الموجهة إلى زوجك وهى أول مرة يتم توجيهها إليه ؟

استقبلنا التهم التى تم توجيهها إلى زوجى بضحك شديد جداً ، فنحن لا نعرف أصلا عبارة غسيل الأموال ماذا تعنى ؟؟ وابنتى قالت (( الراجل اللى كاتب التهم دى ما بيفهمش حاجة هو لو دخل علينا البيت على فجأة زى ما بيعملوا يلاقوا أخويا نايم على الأرض هى فين الأموال دى بقى عشان نجيب منها سرير لأخويا ينام عليه )) ، والمفروض لو أننا نتعامل فى دائرة أموال بهذا الحجم الذى يدعونه لكان مسكننا فى قصر أو فى بيت أحسن حالا من الذى نسكن فيه الآن .

هل فعلا زوجك له علاقة بتنظيم دولى أو أى أشخاص دولية ؟

لا يمكن أن يكون  زوجى له علاقة بأى تنظيم دولى ، فهو ونحن معه أيضا ممنوعين من السفر ولا حتى لأداء فريضة الحج أو العمرة منذ عام 1995 وحتى الآن ، وأكثر من مرة يتم منعه من أداء العمرة حتى أنا فى رحلتى للعمرة وبعد صعودى إلى الطائرة ، تم إنزالى منها مرة أخرى ، مما يجعل من المستحيل الحديث عن علاقة بأى تنظيم دولى أو حتى المعرفة الشخصية بأى فرد خارج مصر ، باستثناء أخويه فى الخارج ..

فهل سفر اخوته وعملهم بالخارج سبب فى اتهامه بالتنظيم الدولى أم أنهم يسعون إلى إخراجه من مصر؟؟

كيف استقبلتم خبر الإفراج عنه من محكمة الجنايات بالقاهرة ؟

لم نفرح بقرار الإفراج من المحكمة ، كنا نتوقع قرار الاعتقال الذى صدر فى حق الإخوان ، فقد اعتدنا عليه والنظام اعتاد تحدى أحكام القضاء وإهدارها عن طريق صدور قرارات اعتقال جاهزة فى أدراج ضباط أمن الدولة يستخدمونها متى يشاءون .

هل تأثر الأولاد بالإعتقال خاصة وأنه جاء بالتزامن مع فترة إمتحانات آخر العام ؟

الحمد لله أولادى لم تتأثر دراستهم باعتقال والدهم على الرغم من أنه تم القبض عليه أثناء فترة الامتحانات ، وابنتى فى الصف الثالث الابتدائى حصلت على الترتيب الثالت على مدرستها ، فهم يعرفون جيدا من والدهم ولماذا تم اعتقاله ومتيقنين أنه شرف لهم أن يتم اعتقال والدهم لحرصه على بلده ووطنه وعدم تفريطه فى قضية الشعب الفلسطينى .

كيف تتعاملون مع والدته بخصوص القضية ؟

نتعمد عدم إخبار والدته بأى تطورات فى القضة ونتعمد عدم التصريح بالتهم  وعدم متابعتها  للقضية  فى أى برنامج أو أى صحيفة ،  فهى على الرغم من علمها بأنه اعتقال وسيعود ابنها فى خلال أيام ، إلا أنها تتدهور حالتها الصحية وتزداد سوء خصوصا وأنها مع كبر سنها تعانى من الضغط ومرض فى القلب وأى حديث عن تنظيم دولى أو ما يقوله بعض الكتاب والسياسين من تصعيد قضائى أو عسكرية جديدة قد يهدد حياتها ، لأن زوجى كان الراعى الوحيد لها فى ظل غياب أخويه عن مصر ، حتى إننا تركنا بيتنا وجئنا للإقامة معها فى بيتها ، لأنه أخوها وابنها وكل حياتها .

كان من الطبيعى أن يكون له رؤية فى إعتقال والده رئيس مجلس إدارة مركز رؤية للدراسات السياسية والاستراتيجية ، كما يطلب من ولده أن يظل على الطريق وأن يزداد نشاط فيه ..

 إنه عبد الفتاح ابن المعتقل فى القضية المعروفة إعلاميا بقضية التنظيم الدولى للإخوان والذي جاب على أسئلتنا....

كيف تقرا هذه القضية ولماذا أخذت هذا الشكل الإعلامى ؟

القضية بدأت كبيرة وأخذت شكل إعلامى واضح ثم هبطت مرة أخرى خصوصا بعدما حكمت المحكمة بإخلاء سبيلهم ، ولكن شعور النظام أن القضية لم تأخذ صداها فى مواجهة ومحاولة تشويه صورة الجماعة جعلهم يصعدون من حدتها ويتهمون الإخوان بتهم لا علاقه لهم بها ، وإنما يجب أن يحاسب بها هذا النظام وأعضاؤه من الحزب الوطنى ولجنة السياسات ممن خربوا التعليم ونهبوا ثروات البلاد وأغرقوا المصريين فى العبارات وقتلوهم بالدم الملوث وتصارعوا على الراقصات حتى ارتكبوا جرائم قتل .

فى رأيك لماذا تم القبض على والدك ومجموعة الإخوان هذه المرة ؟

أعتقد أن الاعتقال هذه المرة يصب مباشرة فى هدف التوريث فالنظام يريد أن يضغط على الإخوان حتى لا يقاوموا مشروع التوريث الذى يستعد له النظام الآن ، ويشعر أن الإخوان سيكونوا أكبر عائق فى هذا المشروع ولو أن النظام انتبه إلى عقله لحظة واحدة وأعاد قراءة تاريخ الإخون لعرف وتيقن أن الاعتقالات ولا حتى المشانق يمكن أن تحيد بالإخوان عن طريقهم أو فكرهم أو منهجهم .

هل تنتظر من الإخوان النزول إلى الشارع ردا على هذه الاعتقالات التى طالت والدك وغيره ؟

ليس من فكر الإخوان أن ينزلوا إلى الشوارع ، ويثيروا الرأى العام من أجل الدفاع عن أشخاصهم ولكنهم يمكن  أن ينزلوا إلى الشارع لمساندة القضاه أو لمواجهة فساد النظام ، ولكنهم لا يتحركون ميدانيا لشخصهم ولا ننتظر من الإخوان النزول إلى الشارع حتى إن المعتقلين أنفسهم ووالدى أحدهم أرسلوا رسالة من خلف القضبان يرفضون فيه فكرة النزول إلى الشارع ويطلبون من الإخوان عدم وضعهم فى الاعتبار أو الخوف عليهم أو على التصعيد بسببهم.

ما هى الرسالة التى ترسلها إلى والدك فى محبسه ؟

أقول له اصبر كما صبر الرسول والصحابة وصبر المسلمون على مدار التاريخ .. تمسك بدعوتك وكن على مبدأك ودينك ولو عاد بك الزمن إلى الوراء عليك أن تسلك نفس الطريق بل وتزداد فيه نشاطاً وتصبر على وجودك فيه .

سيدة بلغت من العمر أرذله لكنها تتحدث بلغة المطمئن على ولدها الواثق فيه ، وتتمنى أن يعود بها الزمن للوراء حتى تدفع بكل أبنائها فى طريق دعوة الإخوان حتى مع استمرار اعتقال ولدها ..

هى والدة المهندس على عبد الفتاح والتى وقفت تحاور ضابط أمن الدولة الذى جاء للقبض على ابنها ....

لماذا يتم لقبض على ابنك من وقت لآخر ؟

لو أرى فى إبنى أنه مجرم أو أنه يسير فى الطريق الخطأ كنت أوقفه عند حده ومش حخليه يكمل فى السكة اللى هو ماشى فيها ، لكن إبنى أكتر واحد بيحب بلده حتى لما مصر تكون بتلعب كورة بيقعد فى البيت يتابع الماتش ويفرح لما نكسب وبيسجد لما الفريق بتاعنا يفوز فى ماتش ويبعت يجيب لنا جاتوه ويعمل حفلة ولو كان ساخط على بلده على الأقل ما كانش فرح بالماتش ولا حتى اتفرج عليه .

كيف ستتصرفين معه لو عاد بك الزمن إلى الوراء ؟

لو رجع بيا وبيه الزمن تانى سأشجعه عشان يمشى فى نفس الطريق اللى هو فيه ، صحيح المحل بتاعنا اتقفل عشان لما بيتقبض عليه ما حدش بيعرف يتابع المحل وهو بيتقبض عليه كتير لكن أنا موافقة على طريقه ولو أقدر أرجع الزمن أخلى إخواته كمان يمشوا فى نفس الطريق اللى هو مشى فيه .

كيف تعاملتى مع الضابط الذى جاء للقبض عليه ؟

قلت الضابط اللى جاء للقبض على إبنى إنتوا ليه بتعملوا كدا .. يابنى مش أمك بتدعيلك كل يوم وانت نازل الصبح تقول لك ربنا يكفيك شر الطريق وإلهى ما تأذى حد ولا حد يأذيك .. زى ما أنا مارضاش الأذية لإبنى أنا كمان ما أرضاهاش ليك لكن كان مصر إنه ياخده قاللى إنه غصب عنه ، وكلام فارغ كده .

ما هى الرسالة التى توجههيها إلى إبنك فى محبسه ؟

ربنا يكفيك شر الناس اللى انت عندهم ، وإن شاء الله ما حدش يمشى فى موتى ولا يدفننى غيرك ..

أنا حاسسه إنى سأموت وهو محبوس المره دى ومش هيمشى فى جنازتى  ده  حلم أراه كل يوم وأنا نايمة وحاسسه إنه سيتحقق .

لم تتجاوز الثامنة من عمرها تم اعتقال والدها فردت على الاعتقال برسم علم مصر وتنشد دائما : وردة بلدى وأنا زارعها قضيتى مش ممكن أبيعها ..

حاولنا التحدث معها فانفجرت فى البكاء وكلما سألناها ازدادت بكاءا حتى نزلنا وتركنا والدتها تهدئها وهى منهارة .. الطفلة نور على عبد الفتاح أبكت جميع المحيطين بها وهى تبكى وببراءة الأطفال خرجت كلماتها القليلة من قلبها الكبير وعاطفتها التى تستوعب العالم وتزيد ...

مين الناس اللى  أخدوا بابا ؟

دول ناس وحشين أوى أخدوا بابا غصب عنه عشان هما ما بيعرفوش ربنا

عايزا تقولى إيه لبابا ؟

بابا وحشتنى أوى ونفسى ترجع لنا بسرعة ونفسى تكون جنبى على طول

ليه رسمتى علم مصر لما بابا اتقبض عليه ؟

عشان مصر هى بلدنا وأنا بحبها

بتحبيها ليه ؟

بابا علمنى أحب بلدى حتى لو فيها ناس وحشين كل يوم  ياخدوه من البيت ويبعدوه عننا .