اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين، صباح اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما اقتحمت مجموعة أخرى، فجرًا، موقعًا أثريًّا في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية.

وقال المركز الإعلامي المختص بشئون القدس والمسجد الأقصى المبارك "كيوبرس"، إن "مجموعة من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، بحماية من قوات الاحتلال ثم خرجت من منطقة باب السلسلة أحد بوابات الأقصى".

بموازاة ذلك، ذكرت مصادر صحافية، حسب "العربي الجديد"، أن مجموعة من المستوطنين وبحماية من قوات الاحتلال اقتحمت، فجرًا، موقعًا أثريًّا في منطقة تل بلاطة بالقرب من قبر يوسف شرقي مدينة نابلس، ثم أدت طقوسًا دينية في الموقع، فيما اندلعت مواجهات في المكان بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اعتلت أسطح المنازل هناك، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

ونفذت قوات الاحتلال في عدد من مناطق الضفة حملة اعتقالات. وذكرت مصادر صحافية، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمد طافش عقب دهم منزله وتفتيشه في بلدة سعير شمالي شرق الخليل (جنوباً)، بعدما استولت على حاسوبه الشخصي وجهازه الخلوي ومركبته ثم اقتادته إلى جهة مجهولة.

كما اعتقلت الشاب شادي الحروب من بلدة دير سامت جنوبي غرب الخليل، والشاب محمد عبد الرحيم حلايقة من بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل، وذلك عقب الاستيلاء على مركبته، فيما اعتقلت الشاب باسم حسن مرشود من مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس، إذ اعتقلته قوات الاحتلال قرب مفترق سوق الخضار هناك، ومن ثم اقتادته إلى جهة مجهولة.

وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، أمجد أبو عصب، في تصريح له، إن "سلطات الاحتلال أبعدت، أمس الأحد، الأسير المحرر محمد شلبي (أبو جهاد) من سكان البلدة القديمة في القدس عن مدينة القدس مدّة شهر، بعدما أمضى مدة اعتقاله الإداري الثاني والبالغة عشرة أيام، وأمهلته ساعة ونصف لمغادرة المدينة، إضافة لإبعادها الشاب أمجد أبو صبيح لمدة شهر أيضًا".

19 إعلاميا بسجون الاحتلال
قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، إن سلطات الاحتلال الصهيوني صعّدت من استهدافها للإعلام الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة، بهدف طمس جرائمها.

وأكد أنها قيّدت حرية الصحافة بالقوانين والإجراءات التعسفية، وأغلقت مؤسسات إعلامية بالقوة، وواجهت العاملين في وسائل الإعلام بالقمع والرصاص والهراوات، واعتقلت بشكل تعسفي العشرات من الإعلاميين وزجت بهم في سجونها وكبلتهم بالأصفاد والسلاسل، بل ولاحقت أيضا العاملين في وسائل الإعلام العربية والدولية.

وأضاف فروانة في تصريح صحفي له اليوم الاثنين، بمناسبة اليوم العالمي للصحافة والذي يصادف في الثالث من مايو من كل عام، أن "الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين قد تصاعد بشكل لافت منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك التاريخ سجل أكثر من (280) انتهاكا بحق الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، من ملاحقات واعتداءات وقمع وتنكيل وإطلاق نار واقتحام ومصادرة معدات، وإغلاق واحتجاز واستدعاء واعتقال وتقييد حرية الحركة.. الخ".

وتابع، إن "سلطات الاحتلال اعتقلت خلال "انتفاضة القدس" العشرات من العاملين في وسائل الإعلام المختلفة، ولايزال منهم نحو (19) إعلاميا فلسطينيا يقبعون في سجون الاحتلال".

ورأى فروانة، بأن استهداف الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين والعاملين في مجال الإعلام، يأتي ترجمة لتوجيهات وتصريحات المستوى السياسي الذي دعا صراحة إلى محاربة كافة وسائل الإعلام بذريعة "التحريض"، مما فتح الباب على مصراعيه أمام الأجهزة الأمنية المختلفة لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين بهدف قمعهم وتخويفهم وتكميم أفواههم، وتشديد القيود على حركتهم وحريتهم، والتأثير على توجهاتهم، وحرف أقلامهم الحرة وحجب الحقيقة التي تلتقطها عدسات كاميراتهم الصادقة، وتغييبهم قسرا عن القيام بمهامهم الإعلامية، وعدم نقل الجرائم اليومية التي يقترفها الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين.

وناشد فروانة كافة الاتحادات الدولية ذات الاختصاص بالإعلام والصحافة وكافة العاملين في وسائل الإعلام والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير، إلى التحرك الجاد لنصرة زملائهم القابعين في السجون الإسرائيلية والعاملين في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين ولكل العاملين في مجال الصحافة والإعلام في الأراضي الفلسطينية.