نظمت مجموعات طلابية ببيروت الأربعاء، وقفة أمام مقر السفارة المصرية؛ تضامنا مع المعتقلين السياسيين في مصر، وتنديدا بالانقلاب العسكرى ورئيسه عبد الفتاح السيسي.
وشارك عشرات الناشطين، وأغلبهم من المنتمين للأحزاب اليسارية، لا سيما من المنتدى الاشتراكي الذي يعد مكونا بارزا لطلاب اليسار في لبنان، في الوقفة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وأسلاك شائكة طوقت محيط السفارة، في إجراء احترازي من جانب القوى الأمنية لتأمين السفارة.
وتشهد السفارة المصرية في بيروت وقفات عديدة ضد الانقلاب على الشرعية الدستورية على أول رئيس مدنى منتخب بمصر الدكتور محمد مرسى.
وردد المعتصمون في بيروت الهتافات التي تُردد في مصر، مثل: "الداخلية بلطجية"، و"يسقط يسقط حكم العسكر".
وقال "زياد س"، أحد المشاركين بالاعتصام،: "ما يحدث في مصر من اعتقال سياسي يندى له الجبين، في زمن تمتهن فيه الحقوق، وهو ما يحدث في لبنان أيضا"، على حد قوله.
وتابع: "تعج سجون الانقلاب بمئات المعتقلين في لبنان أيضا لسنوات بانتظار المحاكمات، فهناك وجه شبه بين ما يحصل في مصر وما يدور في لبنان، لكن وضع الشعب المصري ينذر بكارثة كبيرة، لن تقتصر بتداعياتها على القطر المصري، وإنما سترتد على المنطقة العربية، وستستفيد بالدرجة الأولى منها إسرائيل".
واعتبر الناشط اليساري "س عبدو" أن "الاعتقالات السياسية في مصر تتم بطريقة كيدية، وفي كثير الأحيان عشوائية لمجرد الاشتباه، وهو ما يستدعي جهودا مكثفة من المنظمات الحقوقية لوقف سياسة القهر التي يمارسها نظام الانقلاب منذ عام 2013"، محذرا من أن أغلب المعتقلون "يقضون فترات طويلة في السجن، من دون محاكمة أو توجيه اتهامات رسمية".
وأضاف: "لم يحقق السيسي أيا من الوعود التي أغدقها على الشعب المصري، في وقت تجاهل القضية المركزية وهي فلسطين، التي تعاني خطر الالتهام الكامل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بينما يصب جل اهتماماته على ملء السجون وبناء المزيد منها".
وتم توزيع منشورات على المارة والسيارات تندد "بممارسات نظام الانقلاب". وجاء في أحد المنشورات، أن "نظام السيسي يستمر في قمع كل من يعارض حكمه وقراراته. وتجلى هذا القمع، أخيرا، بمداهمة داخلية الانقلاب ليلة الخميس الماضي، عدة مقاه ومنازل ناشطين في القاهرة وفي الإسكندرية، ودلتا النيل، واعتقالها عشرات الأشخاص، ومن ضمنهم هيثم محمدين، محامي حقوق الإنسان، والاشتراكي الثوري، الذي أُخذته من منزله".
وسخر الناشطون من تهمة المحققين ضد محمدين، وهي الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين. وجاء في المنشور: "يا للسخرية والنفاق! جماعة الإخوان المسلمين!".
واعتبر المتظاهرون "أن الاعتقالات المستجدة في مصر تأتي ضمن سياق احتجاجات الأسبوع الماضي، حيث خرج آلاف من المتظاهرين إلى الشوارع، لمعارضة قرار حكومة الانقلاب الاعتراف بسيادة العربية السعودية على جزيرتي تيران وصنافير".
ورأوا أن ذلك "يفسر ازدياد القمع في مصر في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد فشل نظام السيسي في حل المشكلة المعيشية الخانقة، الذي وعد الناس به بعد انقلابه العسكري، ومجزرة رابعة العدوية. لا بل زادت هذه الأزمة تفاقما".

