مقدمة
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"صدق الله العظيم
كلما أقرأ كتاب الله الكريم فيصل بي المطاف من بين السور الكريمات والآيات البينات إلى تلك الآية الكريمة العظيمة الحكيمة أقف أمامها مشدوها وأحس بان المولى سبحانه وتعالى حينما أرسل بهذه الآية أمين السماء جبريل الى أمير الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم فطوى بأجنحته السبع طباقا وهبط الى محمدنا عليه من مولاه السلام والصلاه فكأنما قصد بتلك الاية رجالا بعينهم ،وأحتسب منهم رجلا صدق الله فصدقه.
إنه شيخ الإسلام الشيخ(عبد الحميد كشك)
تعالوا معي في رحلة شائقة جميلة لنعرف من خلالها من هو الشيخ كشك.
يقول ابنه عبد المنعم (في لقاء مع مجلة المجتمع):
يا سلام الفن كمان وصل المقابر الله يخيبكوا يا بعدا هو ده اللي هيرحم الميت عباس البليدي ولا عبده السروجي اللي هيرحموا الميت
وإذا أردنا أن نضع مفاتيح لشخصية الداعية الكبير الراحل الشيخ عبد الحمد كشك ..فإننا نرى أنها تتلخص في أربعة أمور :
أولاً : الإخلاص العميق في كل علم وعمل .
ثانياً : الصدق والثبات والشجاعة إلى أقصى حد .
ثالثاً : الذكاء الحاد وخفة الظل التي قرّبت منه مفاهيم الدعوة للناس .
رابعاً : المواهب الشخصية التي حباه الله تعالى بها ، كالذاكرة الذهبية ، واللباقة والفصاحة التي لا مثيل لها .
كان الشيخ رحمه الله كثيرا ما يدعو الله في خطبه ان يتوفاه ساجدا وهو يصلي وفي ليلة جمعة يوم خميس في عام 1996 جمع الشيخ أبنائه وأخذ يسدي إليهم النصائح والوصايا ثم سألهم قائلا في أي سن مات النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا على لسان أحدهم في سن الثالثة والستين فقال الحمد لله أني أتممتهم الليلة.
ثم نام الشيخ واستيقظ في صباح يوم الجمعة واستدعى زوجته وقال لها سوف أقص عليك رؤيا رأيتها الليلة.
فقالت : قل
فقال لها : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسلمت على النبي وقال لي النبي سلم على عمر فسلمت عليه وبينما أنا هكذا حتى سقطت بينهما ميتا وغسلني النبي بيده الشريفة
فقالت له : ولما تقصها علي وقد علمتنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فلا يقصها على أحد فانها لا تضره.
فقال لها : ومن قال لك أني أكرهها ليتها تكون.
ثم دخل الشيخ فاغتسل غسل الجمعة وخرج من حمامه على غير عادته مسرعاً وركن إلى صلاة كان يصليها في الضحى قبل ذهابه للصلاة ، فصلى ركعته الأولى وتوفاه الله وهو ساجد في الركعة الثانيه، متوضئاً مصلياً ساجداً .. وبقدر ما كان الحزن يعتصر المعزّين .. بقدر ما كانت سعادة الكثير منهم بهذه الخاتمة الطيبة الحسنة ..
فالمرء يُبعث على ما مات عليه ، لذلك فإن الداعية الشهير الشيخ محمد حسان عندما حضر إلى العزاء ليلة الوفاة ..قال لأبنائه : لم آت مُعزياً .. وإنما أتيت مهنئاً .. وحق لكم أن ترفعوا رؤوسكم لأنكم أبناء المجاهد الطاهر عبد الحميد كشك .
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة فما أحوجنا اليوم إلى مثله من العلماء الربانيين المخلصين الذين وهبوا نفسهم لله فبلغهم الله حسن الجزاء.
في ليلة العزاء الذي كان صورة أخرى من جموع مسجد عين الحياة ، حيث توافد مئات الآلاف من شتى أرجاء الحمهورية ، بل وحضر الكثيرون من الدول الإسلامية لتقديم العزاء في الشيخ الجليل الراحل.
تحدث في هذه الجموع الحاشدة الأستاذ مصطفى مشهور المرشد العام للإخوان المسلمين الذي أشار في كلمته إلى الرحلة الجهادية والدعوية للشيخ كشك ، وقال :
كما تحدث فضيلة الدكتور محمد عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر الذي قال :
أما الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي قارة أستراليا وأحد الأصدقاء المقربين جداً من الشيخ كشك فقال في كلمته:
وتحدث كذلك بين التلاوات القرآنية المتعاقبة لمشاهير القراء ، كل من الدعاة الإسلاميين :
ثم تحدث الداعية الشيخ يوسف البدري ، والشيخ المجاهد أحمد المحلاوي ، الذي قال :