نافذة مصر
وبعد أن صليت وحمدت الله وارتديت ملابسي وخرجت من منزلي وأنا أتمتم بدعاء الخروج من المنزل ما هى إلا خطوات قليلات خطوتها قبل أن يقبل على طفلان صغيران يحملان كتباً وأقلاماً ويسألني أحدهما :هو مدرسة (كذا) فين ؟؟؟
ولأن المدرسة التى يبحثان عنها هى فى طريقى فقررت أن أسير معهم إلى أن أوصلهم إلى مدرستهم وفى الطريق كان هذا الحوار بيننا :-
أنا : إنتو إسمكو إية
الأولاد : أنا إسمى أحمد ودة أخويا الصغير إسمة خالد
أنا : إنتو فى سنة كام ؟
الأولاد : أنا فى خامسة إبتدائى وخالد فى ثانية إبتدائى
أنا : هو إنتو ساكنين فين ؟؟
الأولاد : ساكنين فى منطقة (كذا)
أنا : إنتو رايحين المدرسة لية بدرى كدة لوحدكو ؟؟ (وياريتنى ما سألت السؤال)
نظر أحمد الأخ الأكبر لى وفى عينية ألف دمعة وهو يقول لى :
"أنا رايح أوصل خالد المدرسة وكمان بذاكر له فى الطريق عشان عنده إمتحان النهاردة بس أنا نسيت الطريق بتاع مدرستة منين لإن مدرستى غير مدرستة وإحنا نازلين بدرى عشان نلحق نوصل بدرى وألحق أذاكرله شوية كمان هناك....
وإحنا رايحين لوحدنا عشان .... عشاااان ... عشان
وبكى الولد ...
فإحتضنتة وأنا أقول له : مالك يا حبيبى بتعيط لية ؟؟ إتكلم متخافش
فقال لى الولد : إحنا رايحين لوحدنا عشان ماما ماتت من سنة ومكنش فى حد غير بابا هو اللى بيخلى بالو مننا لكنه إتقتل هو كمان يوم فض رابعة ومن يومها وأنا اللى بخلى بالى من خالد لإننا قاعدين دلوقتى مع جدتنا وهى ست كبيرة وكفيفة ومتقدرش تعمل حاجة فأنا اللى بأكل خالد وأشربة وأنيمة وأذاكرله وأنا اللى بعمل له كل حاجة

شرد ذهنى للحظات قبل أن أتدارك الموقف وأقبل الولدان وأحتضن كلاهما حضن عميق ثم أصطحبتهما لأشترى لهما بعض الحلوى ثم واصلنا سيرنا نحو المدرسة .
وما ان وصلنا حتى ودعتهما وعرفت منهما بعض التفاصيل التى تمكننى من التواصل معهما بعد ذلك ثم إنطلقت إلى عملى .