محمد السروجي :
بين جمعة رد الاعتبار وحماية الحرائر في ميدان التحرير وبعض الميادين المصرية ، وجمعة لا للتخريب في ميدان العباسية ، وبغض النظر عن كثافة الحضور هنا وهناك ، فقد انشغل أغلبية المتظاهرين وبعض النخبة السياسية فضلاً عن الإعلام الخاص عن فعاليات الحدث وراح كل منهم يبحث لماذا لم ينزل الإخوان إلى الميدان ؟
وكأن الهدف من النزول هو قياس أو اختبار مدى تجاوب الجماعة مع الدعوات الالكترونية .
توهم البعض أو تمنى أن عدم النزول هذه المرة سيفرز انشقاقات داخل الجماعة .
إشكالية تجاوب الجماعة مع الدعوات الالكترونية باتت طرح دائم ، لذا كان لازاماً التعرف على القواعد والمنطلقات ، والآليات والإجراءات ،التي تنهجها الجماعة في اتخاذ قراراتها ؟ ربما لو اتضح ذلك – بغض النظر عن قبوله لدى البعض من عدمه فهو شأن يخص الجماعة دون غيرها ، طبعاً مع تحمل الجماعة لمسئوليات ما تتخذه من قرارات ومواقف – لحدث نوع من التفهم العام والتقدير المبدئي لمواقف الجماعة التي انشغل بها البعض أكثر من انشغاله بحزبه وكيانه
قواعد ومنطلقات
** التوافق على المطالب والاختلاف في الوسائل أمر مشروع ومطلوب ، فقد يرى البعض أن حفظ الأموال والأعراض والدماء يكون بالتظاهر والاعتصام ، ويرى البعض الآخر أن بناء دولة قوية ذات هيبة ومؤسسات رقابية فاعلة وحكومة منتخبة ذات صلاحيات هي الطريق الأمثل لتحقق المطالب والأهداف
** جماعة الإخوان كيان له حجم وثقل ومؤسسات لاتخاذ القرارات وفقاً للمعلومات المتاحة والمطالب المعلنة وهي صاحبة الشأن دون غيرها فيما تراه مناسباً أم لا
** غياب التشاور والتنسيق في مناشط وفعاليات بحجم المليونيات والاعتماد على الدعوات العامة أمر تكرر ويحتاج للتواصل والمراجعة واحترام آليات الكيانات السياسية في اتخاذ قراراتها
** التعامل وفقاً لمنظومة القيم السلبية الموروثة من العهد البائد قيم "الاختزال – الوصاية السياسية والدينية والعسكرية – فقدان الثقة المتبادل – الابتزاز والمزايدة" بحاجة لمراجعة بل بحاجة لحذف من حياتنا بعد ثورة 25 يناير
** لم تنزل الجماعة للميدان رغم كونها فرصة كبيرة في أجواء الانتخابات وحصد الأصوات ، لكن تهدئة الأوضاع وحماية الأمن وتجنب الصدام - المفتعل والمصاحب للفعاليات في الفترة الأخيرة – أهم وأولى رغم حملات التشويه والإساءة والتحريض المعتادة والمتكررة ضد الجماعة
خلاصة الطرح .....
نحن بحاجة ملحة لهدنة اجتماعية وإعلامية وسياسية ولو لمدة زمنية محددة ننشغل فيها بسد الفجوات المهددة للنسيج الوطني المصري ونحقق فيها أكبر قدر من الاستقرار الأمني لينعكس بالتبعية على الوضع الاقتصادي تخفيفاً للأعباء المعيشية وتعزيزاً للثقة في ثورتنا المباركة ومستقبلنا الواعد
ــــــــــ
مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية

