في مشهد يحمل دلالة أبعد بكثير من تلك التي التقطتها عدسة إحدي المواقع الإخبارية، استغل أحد ضباط الجيش المسئول عن تأمين انتخابات برلمان السيسي، إدلاء رأس الكنيسة الأرثوذكسية تواضروس الثاني وانكب على يد البطريرك الداعم للانقلاب لتقبيلها.
الصورة تفسر بجلاء من يلعب الدور الرئيسي فى إدارة المشهد المصري عقب انقلاب 3 يوليو، حيث انكفأ العسكر أمام البابا من أجل نيل الرضا وتقديم القربان، حرصا على استمرار شهر العسل بين طرفي مشهد الانقلاب على الشرعية المنتخبة.
العسكر الذى استشعر من البداية خطورة حكم الشعب ووصول أحد مكونات الثورة إلى السلطة على مصالح الجنرالات، بينما أعربت الكنيسة صراحة عن مخاوفها من وصول تيار الإسلام السياسي إلى الحكم ولو بإرادة حرة متجاهلة أنها تعيش فى دولة مسلمة بامتياز.
وفي المشهد الختامي وقف السيسي إلى جانب تواضروس من أجل إعلان الانقلاب على السلطة المنتخبة، وتصنيف الإسلام السياسي باعتبارها تيارات إرهابية، وعلى وقع مشاهد القتل والقمع باسم الرب، كان اللبس هو المسيطر على النظام الأكثر نفوذا وسيطرة، العسكر أم الكنيسة؟.
ولم تفلح زيارة السيسي إلى الكاتدرائية فى احتفالات 7 يناير من إزالة العلاقة المتشابكة، حتى حسم أحد ضباط الكنيسة فى صفوف العسكر الجدل وقرر أن يتخلي عن هيبة الزي الذى من المفترض أنه فوق الطائفية من أجل تقبيل يد تواضروس، لتلتقط العدسات الصورة وتنقلها دون رتوش.
وأدلى تواضروس الثانى -بطريرك الكرازة المرقسية- بصوته فى المرحلة الثانية من مسرحية الانتخابات البرلمانية، بمدرسة "السريات" بدائرة الوايلى والظاهر، إلا أن الحشد الأمني حول رجل الكنيسة
من الحرس الخاص ورجال الشرطة كان يفوق أضعاف العدد الهزيل الذى قرر المشاركة فى المشهد الهزلي.
وشهدت اللجنة تواجد أمنى مكثف قبل حضور تواضروس لمقر اللجنة فى تمام العاشرة ونصف، قبل أن يتفرغ "البابا" لالتقاط الصور التذكارية مع المتواجدين داخل اللجان، لتنزل كلمة النهاية على ضابط برتبة نقيب -المكلف بتأمين اللجنة الانتخابية- بتقبيل يده، فيما اكتفي المجند التابع بمتابعة المشهد دون وعي مكتفيا بإلتقاط الصورة التذكارية.
الحرية والعدالة

