بقلم: ناصر البنهاوى
 
من أهم أسباب انتصار الفلول والعسكر على الثورة عدم وجود خطة للثوار لما بعد نجاح الثورة. بل إن عدم وجود خطة استراتيجية للإخوان بعد الفوز بالانتخابات الرئاسية كان أهم أسباب نجاح العسكر في تأليب الناس عليهم.

الإخوان حققوا نجاحات كبيرة في الاقتصاد وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتشغيل والسياسة الخارجية وتشجيع الاستثمار وغيرها من الملفات ولكن لم يكن ذلك ضمن خطة استراتيجية يلتف حولها الشعب ويتابعها. بمعنى آخر، كانوا شغالين بالقطعة وأدى ذلك إلى فشل المواطن العادي في إدراك وتقدير إنجازاتهم. 

أخشى أن نقع في نفس الفخ بعد كسر الانقلاب. أخشى أن ينكسر الانقلاب فجأة ويتخبط الثوار في ملف الاقتصاد ويواجهوا مطالب عشرات الملايين من الفقراء والمرضى والجوعى والعاطلين وضحايا الانقلاب ولا يوجد خطة استراتيجية لحل هذه الأزمات.

على سبيل المثال، يجب أن تكون هناك خطة لحفظ الأمن والعدالة الاجتماعية من اليوم الأول لكسر الانقلاب. يجب أن يكون هناك خطة للاكتفاء الذاتي من الغذاء في خلال 3 الى 4 سنوات. 

أعلم أن هناك لجانا وظيفتها عمل أبحاث عن مثل هذه القضايا. لكنى أطالبهم بنشر مقتطفات من نتائج هذه الدراسات حتى يطمئن الناس ويلتفوا حولها. يجب على الأقل الإعلان عن أي دراسات أو خطط استراتيجية لإصلاح ما أفسده العسكر. أعتقد أن من المفيد نشر خطتهم للقضاء على الفساد والسيطرة على عجز الموازنة وسد فجوة الغذاء وكيفية تحقيق العدالة الاجتماعية وأهم أطروحاتكم لحل مشكلة البطالة. 
ربما يكون هناك مخاوف أن نشر نتائج أبحاثكم ورؤيتكم لحل هذه المشاكل قد يفيد العسكر وأنا أتفهم ذلك. لكن يجب على الأقل التصريح بأن هناك لجانا وآراء ودراسات لحل مشاكل مصر.

أعتقد أنه من المفيد أن تعلنوا عن رؤية الرئيس مرسى عن قناة السويس الإلكترونية التي أعلنها في إحدى خطاباته ومقارنتها بالتفريعة الجديدة. فهذا أنسب وقت للإعلان عن هذا المشروع على الأقل فكرته أو الخدمات التي ستقدمها.. أنا أعلم أن هناك أفكارا بخصوص قناة السويس الإلكترونية لكن لا أعلم لماذا لم يتم الإعلان عنها حتى الآن؟؟! هل تخافون أن يسرقها السيسى؟ السيسى لن يسرقها لأن غباءه أو عمالته للخارج أو عِنده للإخوان أو كبرياءه يمنعه من أفكارهم ومشروعاتهم، والدليل على ذلك أنه استبدل مشروع تنمية منطقة قناة السويس بحفر تفريعة جديدة.

والدليل الثاني أنه لم يفتتح مشروع الرئيس مرسى للربط البرى بين مصر والسودان رغم الانتهاء منه.. مازال العمل جاريا في صياغة خطة الأعمال الخاصة بها، هل انتهيتم من دراسات الجدوى القانونية والاقتصادية والفنية الخاصة بها؟ ما هي أهدافها؟ وما هي الخدمات التي ستقدمها؟ وهل حددتم بعض الشركاء المحتملين في تنفيذها؟ كل هذه الأسئلة يجب الإجابة عليها؟ وإن كان المسئولون عن هذا المشروع في السجون فيجب الإعلان عن ذلك...

أدعو برلمان الثورة في الخارج إلى عقد اجتماعات دورية لمناقشة أزمات مصر، مثل غرق الإسكندرية وعقد المفاعل النووي بالضبعة، وصفقات السلاح الأخيرة، وأزمة الطائرة الروسية، ورؤيتكم لمواجهة الإرهاب وموقفكم من هجمات باريس وغيرها. أعتقد أنه من المفيد عرض وجهة نظركم واقتراحاتكم ونتائج أبحاثكم بخصوص هذه الأزمات. 

أعتقد أن الإعلان عن بعض المشروعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المخطط تنفيذها بعد كسر الانقلاب سوف يثبت فشل الانقلابيين ويطمئن الثوار على الأرض، وسوف تكون عاملاُ مهماً لجذب الكثير من المواطنين حول الثورة ولا سيما الشباب والعاطلين والمرضى والفقراء وكل ضحايا العسكر.