شهدت أروقة مجلس الأمن اليوم، فشل المجموعة العربية فى التوصل إلى اتفاق على مشروع قرار دولى لمحاربة تنظيم "داعش" بليبيا وهو مايعد صفعة قوية لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى والإمارات واللواء خليفة حفتر بعد طلبهم التدخل الدولى فى ليبيا بحجة محاربة" داعش".
الاجتماع حضره سامح شكرى، وزير خارجية الانقلاب، مع سفراء المجموعة العربية فى نيويورك، قبل انعقاد الجلسة الطارئة المقررة لمجلس الأمن، عصر اليوم الأربعاء، وطرح مجموعة من العناصر لتضمينها فى مشروع القرار المزمع تقديمه باسم المجموعة العربية لمجلس الأمن فى جلسته الطارئة.
كان المتحدث باسم خارجية الانقلاب بدر عبد العاطى، قد زعم أن المجموعة العربية، خلال لقائها بالوزير شكرى تبنت مشروع القرار بالعناصر التى تقدمت بها مصر بما فى ذلك المطالبة برفع الحظر عن تقديم السلاح لما أسماه الحكومة الشرعية، لتمكينها من أداء مهامها فى محاربة الإرهاب، وذلك اتساقًا مع قرار الجامعة العربية الصادر فى هذا الشأن، بالإضافة إلى تشديد الرقابة بحرًا وجوًّا لمنع وصول الأسلحة إلى ما أسماه الميليشيات المسلحة.
معارضة غربية
وقال مراسل الجزيرة في الأمم المتحدة رائد فقيه إن وزير خارجية الانقلاب سامح شكري وصل يوم أمس الثلاثاء إلى نيويورك وعقد اجتماعات مطولة مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، كما اجتمع مع مسؤولين في الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، إضافة إلى عقده اجتماعا ليلة أمس مع مجموعة الدول العربية.
وأضاف أن خارجية الانقلاب سعت لاستصدار قرار من مجلس الأمن للتدخل في ليبيا إما بتفويض قوة إقليمية أو بدعم الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنحل التي يرأسها عبد الله الثني، ورفع حظر التسلح عنها.
غير أن المقترح المصري واجه معارضة غربية، وخاصة من الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية التي شددت على ضرورة عدم الانحياز لأي طرف من الأطراف في الساحة الليبية، وهو ما ركزت عليه أيضا بعض الدول العربية.
وبدورها أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن مصر تراجعت عن طلب التدخل العسكري الخارجي في مشروع القرار الأممي عن ليبيا.
وفي السياق ذاته دعت إيطاليا اليوم الأربعاء إلى إجراء دولي عاجل لوقف انزلاق ليبيا إلى الفوضى، وقالت إنها مستعدة للمساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار وتدريب القوات المسلحة الليبية.
وبدوره قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد اليوم إن بلاده تعارض أي خطوة نحو تدخل عسكري في ليبيا، وتؤيد إيجاد حل سياسي للأزمة بين الأطراف المتصارعة هناك.
وفي وقت سابق أمس أكد قائد الانقلاب السيسي -في مقابلة مع إذاعة "أوروبا1" الفرنسية- أنه ليس هناك خيار سوى التدخل الدولي في ليبيا.
وكانت مقاتلات تابعة للجيش المصري قد نفذت ضربات جوية صباح الاثنين، ضد أهداف وصفتها بأنها تابعة للتنظيم، مما أدى لقتل وجرح العشرات من المدنيين الليبيين.

