كتب- أحمد فهمي : صناعة مناخ الخوف
الانقلابيون يشيعون ثقافة الخوف في الأجواء..
العسكر لا يتقنون شيئا قدر إجادتهم لصناعة الوهم..
إنهم في واقع الأمر غير قادرين على إخافة الناس فعليا، بدلا من ذلك يحاولون إقناع الناس: أنتم خائفون.. بينما تنتفي مبررات حقيقية للخوف على المستوى الجماهيري..
هذه الحالة تعبر عنها الثقافة الشعبية المتوارثة في مثل شهير هو: فلان يخاف من خياله..
الظل لا يخيف، لكن البعض قد يبالغ في خوفه حد الارتعاب من ظله، هكذا يفعلون..
لأجل ذلك يحرص الانقلابيون على أنماط قمعية معينة، تضبط لهم الساحة من شرقها إلى غربها،
فاعتقال الفتيان أو الفتيات وهم يحملون شعار رابعة، ولو على مسطرة، هدفه هو "صناعة مناخ الخوف"، لأنهم يعلمون أنه لو حمل الآلاف من الناس هذا الشعار في أعمالهم ومدارسهم، لن تستطيع قوة أن تعاقبهم..
لديهم أجهزة تقيس لهم توجهات الشارع بدقة، فلا شك إذن أنهم يرصدون التحولات التي تبدأ بتساؤلات، تتطور إلى أفكار، ثم تتفاعل الأفكار وصولا إلى خيارات سياسية ومواقف عملية..
"صناعة مناخ الخوف" تهدف إلى عرقلة عملية تطور الأفكار ونموها وتحولها إلى مواقف عملية وخيارات سياسية..
في المقابل، فإن رافضي الانقلاب عليهم أن يدمروا صناعة الخوف، ويبددوا هذا المناخ السلبي..
التأثير الأهم لظهور الرئيس مرسي، ليس مجرد تدعيم الثبات، بل تقديم نموذج للزعيم الشجاع الذي لا يهاب خصومه الأقوياء، وهذا نمط سلوكي يحفز على محاكاته، لهذا منعوا ظهوره تماما، ولعلنا تعرفنا في مقالة سابقة على سمات شخصية في الرئيس، تمثلت في تكرار قيامه بهذا الدور: أعني إسقاط الرهبة من الخصوم، في نفوس أنصاره ..
فلنقم نحن بهذا الدور، ولا ندع الناس يغرقون في "مناخ الخوف" ..
الهدف هو: أن نفسح المجال لأفكار المترددين لكي تتطور إلى أنماط سلوكية رافضة للانقلاب.

