كتب - الإعلامي أحمد البنا :

- أنا مش فاهم إيه آخرتها...أنا زهقت من السلمية بتاعتكم دي والجو الرخيص بتاع سلميتنا أقوى من الرصاص...
- طيب سيادتك تقترح إيه؟
- لازم نشيل سلاح...ما ينفعش نقف كده مسلمين نفسنا وكل يوم ناس تموت..
- جميل جدا...إيه رأي حضرتك تروح تشتري حتة فرد ولا نص آلي وتنزل بيها معانا تحرس المسيرة؟
- هاه!!
- بلاش دي...ممكن حضرتك تشوف الناس اللي كفرت بالسلمية زي حالاتك وتكونوا مجموعة من 20 أو 30 واحد...تنزلوا على رأس كل مسيرة تخلصوا عالجيش والشرطة وتفضولنا الطريق...واحنا نمشي وراكم في أمان.
- إيه!!!

حوار متكرر يعقب كل تظاهرة حاشدة يسقط فيها عشرات الشهداء والمصابين والمعتقلين...ملل من السلمية وكأنها اختيار...ألا تعلمون يا سادة أننا ليس امامنا خيارات أخرى؟؟

هل تذكرون حضراتكم بيان الانقلاب يوم 3 يوليو وكيف كانت فرحة الشعب به...وقتها لم يكن مؤيدي الشرعية يزيدون عن قطاع من التيار الاسلامي و"بعض" مؤيديهم ومحبيهم.

ثم ما لبثت هذه الفرحة أن تنقص شيئا فشيئا...وبدأت أعداد المؤيدين تزداد وينضم إلينا شرائح من الشعب لم نكن نعهدها من قبل...حتى وصلنا لذروة التأييد بالأمس...أعداد لا حصر لها في كل شوارع وميادين مصر لا تكاد ترى فيها التيار الاسلامي إلا بنسبة لا تتجاوز الربع أو الخمس..

ألم تسألك نفسك...ما الذي جعل هؤلاء يتجمعون حولك وينضمون إليك...ما الذي جعلهم يتحولون من خانة الكراهية إلى خانة التأييد...
إنها السلمية يا صديقي العزيز

شئنا أم بينا تظل سلميتنا هي السلاح القاتل...حاول السيسي وأعوانه أن يتفاوضوا مرارا وتكرارا مع التحالف على فض المظاهرات...وآخر هذه المفاوضات كانت قبيل السادس من أكتوبر...مقابل الإفراج عن المعتقلين والتوقف عن الملاحقات الأمنية وبعض المزايا الأخرى...فما الذي يرغمهم على ذلك!!!
إنها السلمية يا صديقي العزيز

بل ما الذي يدفع الدول الأجنبية - المؤيدة للانقلاب - إلى عدم الاعتراف حتى الآن بحكومة الانقلاب بالرغم من الدعم الذي يبدونه صراحة في خطاباتهم كما فعل الإخوانجي "أوباما" عضو التنظيم الدولي!!!!
إنها السلمية يا صديقي العزيز

لك أن تتخيل لو أن السلاح كان هو خيارك الأول....لما انضم إليك هذا الكم من المؤيدين...ولما وجد الانقلابيون عناء إقناع شعبهم بأنهم يحاربون الإرهاب ولما ترددت دول العالم أجمع على الاعتراف بالحكومة المحاربة للإرهاب...ولدخلنا في متاهات لا يعلم مداها إلا الله.

أخيرا...ما نفعله الآن ليس بدعا او اختراعا...سبقنا به #غاندي في ثورته والخوميني في الثورة الإيرانية...وكلاهما نجح بعد أن قدم دماءا وقتلى بأعداد مهولة...ولنا العبرة من هذه التجارب الانسانية.

أخي الحبيب...سلميتنا أقوى من الرصاص ...فلاتجزع...ولا تيأس