تصريحات وأقوال:
الباحث السياسي/ أحمد فهمي:
الانقلاب يقود مؤيديه إلى عالم من التناقضات واللا منطق..
المشكلة أنه كلما أراد أحدهم أن يعبر عن شكوكه في صيغة تساؤل مهذب، يكون الرد عليه بأن ما يتشكك فيه اليوم هو انعكاس لما صدقه بالأمس، وما صدقه بالأمس، هو نتيجة لما وافق عليه أول أمس..
يعني امض ولا تسأل ولا تفتح على نفسك أبوابا لن تغلق، ودوامة لن تنتهي..
أشعر أحيانا أننا نعيش في عالم أسطوري مضاد للعقل، وأن كلَ شيءٍ عجيب أمسى قابلا للتصديق،
لكن يبدو أن البعض لا يزال محتفظا بجزء من عقله، فهو يضع رِجلا في الأسطورة، ورِجلا خارجها، لذا يطرح تساؤلات تعبر عن شعوره بالتناقض..
في أسطورة "علاء الدين والمصباح"، غضب البساط الطائر، فسألت البطلة متعجبة: هي السجاجيد بتزعل؟ فقال علاء الدين: وهي يعني كانت بتطير؟!
هذا ما يحدث بالضبط في الأسطورة المصرية..
طالما أنك صدقت أنها كانت ثورة وليست انقلابا، وأن 30 مليونا خرجوا إلى الميادين في 30 يونيو، وأنه توجد ثورة بدون شهداء، وأنه يمكن أن تندلع ثورة مدعومة من الجيش والشرطة، ولأنك تصدق أن رافضي الانقلاب إرهابيون، وأن الإخوان أسقطوا الأندلس،
يبقى لازم تصدق إن العسكر يزهدون في الحكم، وأن دولة مبارك لم ترجع، وأننا ماضون في الطريق الصحيح، وأننا بالفعل نكتب دستورا عظيما، وأن الحكومة لا تكرر الأخطاء التي اتهموا بها مرسي، وأنها لا تقتبس لنفسها الإنجازات التي حققها مرسي،
كما عليك أن تصدق أن الأزهر يؤجل الدراسة أسبوعا بعد أسبوع من أجل صيانة المباني، وأن الحكومة انتبهت فجأة إلى ضرورة الاحتفال بــ6 أكتوبر في التحرير لأنه مناسبة عظيمة..
ولو توقفت هنيهة، وتساءلت في شك عن تناقضات فيما سبق، سيقول لك العارفون: هو يعني السجاجيد كانت بتطير؟..

