خاطرة من القلب  , ربما تكون طويلة بعض الشيء يا أصدقائي.. ولكن لطفا وفضلا أرجو قراءتها ربما يكون فيها ما تنتصحوا به او تنصحوني به

كل الإخوان المسلمون حاليا وضعهم قائد الانقلاب العسكري رهن الاعتقال والقتل والتصفية الجسدية والملاحقات الجنائية وتلفيق القضايا حتي يخمد ثورة التصدي لجريمته ويمرر سرقة الوطن ويعيد مصر لأحضان العسكريين وأبناء مبارك - وطبعا لن يكون
وبعد أن فقدت أعز وأغلي أصدقائي وأحبابي غدرا في مذابح الحرس الجمهوري والمنصة وفض اعتصامي رابعة والنهضة ومذبحتي رمسيس وأبو زعبل وطنطا والمنصورة والإسكندرية..وانتظر في طابور الشهداء بأي مسيرة قادمة أترقب موعد اللحاق بهم.
ومنذ انقلاب 3 يوليو بات يلوح لي في الأفق أن الشهادة تناديني بأي وقت..وبقدر فرحتي للفوز بالشهادة متطلعا راجيا من الله أن تكون خالصة في سبيله فإنه يؤلمني أن البعض من بني قومي واهلي ,واصدقائي وجيراني سحرهم إعلام السيسي الكاذب فظنوا أنني والإخوان إرهابيين...وهم يعرفوننا جيدا ويتعايشون معنا ويدركون نقاء دعوتنا ،وسلمية وسائلنا ،وحبنا لقومنا ، وحرصنا علي وطننا ، وإيثار أهلنا ومجتمعنا علي أنفسنا

ويا سبحان الله أن يأتي يوم لا يفرق الناس بين القاتل والقتيل ،والجاني والضحية ، والظالم والمظلوم ، والجزار والذبيحة....والله العظيم السيسي قاتل وسفاح وجزار وكذوب..ذبحنا بلا رحمة ،وقتلنا بلا رأفة ، وحرق الأحياء قبل الأموات في النهضة ورابعة بلا إنسانية ،واعتقل آلاف الأبرياء وألقاهم بالسجون ، ولا يزال يباشر القتل والاعتقال والترويع والكذب والتلفيق ، كل ذلك ليقضي علي شأفة التيار الاسلامي لحساب صعود وسيطرة التيار العسكري والعلماني.
لذلك اوجه كلماتي الي كل من يعرفني من الأهل والجيران والاصدقاء استقيها من آخر ما قال به سيدنا عبد الله بن الزبير بن العوام لأمه السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعا قبيل استشهاده بساعاتٍ علي يد الحجاج بن يوسف الثقفي الطاغية والسفاح -ذكرني بها استاذي خالد ابو شادي - حين دخل عبد الله بن الزبير بن العوام على أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين-وكانت عجوزًا قد كفَّ بصرها- يستشيرها، والحرب مستعرة والصخور تقذفها منجنيقات الطاغية الحَجَّاج على جنوده في المسجد الحرام وتهز دور مكة هزًا؟!
قال: لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبة بما عنده حتى أولادي وأهلي انفضوا عني، ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي، وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين، وأرسل بني أمية يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا إذا بايعت عبد الملك بن مروان، فما ترين؟
فعلا صوتها وقالت: الشأن شأنك يا عبد الله، و أنت أعلم بنفسك؛ فإن كنت تعتقد أنك على حق، و تدعو إلى حق،فاصبر كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك، وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت... أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك.
قال: لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.
قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء فالشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ

فأشرقت أسارير وجهه وقال: بوركتِ من أم، وبوركت مناقبك الجليلة؛ فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما سمعت، والله يعلم أنني ما وهنت ولا ضعفت، وهو الشهيد علي أنني ما قمت بما قمت به حبا بالدنيا وزينتها، وإنما غضبًا لله أن تستباح محارمه، وها أنا ذا ماض إلى ما تحبين، فإذا أنا قتلت فلا تحزني علي وسلمي أمرك لله

قالت السيدة اسماء: إنما أحزن عليك لو قتلت في باطل.
قال عبدالله: كوني على ثقة بأن ابنك لم يتعمد إتيان منكر قط، ولا عمل بفاحشة قط، ولم يجر في حكم الله، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يكن شيء عنده آثر من رضى الله عز وجل، لا أقول ذلك تزكية لنفسي؛ فالله أعلم مني بي، وإنما قلته لأدخل العزاء على قلبك."
اللهم انك تعلم أن حالي وكل الأخوان معي هو حال سيدنا عبد الله بن الزبير ونحن صابرون صامدون لن نحني الجباه الا لك ،وسوف نبقي علي العهد ندافع عن الشرعية والحرية وندفع الطغمة الظالمة المستبدة بكل الوسائل السلمية ،ثابتون علي طريق الحق ،فإما النصر او الشهادة ، بلغ عنا يا الله قومنا وأحبائنا حقيقة حالنا ، ورد سهام الاعلاميين المحرضين عنا،واجعل العاقبة عليهم...وانصر اللهم مصر والمصريين وانتقم من الخونة والقتلة والمفسدين "