كتب - محمد عبدالله
قال الباحث السياسي أحمد فهمى أن العامل الأكثر أهمية في تفكيك أي مشهد سياسي ملتبس، هو أن تبحث عن التكرار، عن الأنماط المتكررة، فهذا التكرار يكشف القوى الفاعلة، ويبين الأهداف، ويشرح خارطة الصراع واتجاهاتها.
وفى صورة سؤال وجوابه يوضح : ما هي الأنماط الأكثر تكرارا في المشهد المصري بعد الثورة؟
لا تضع قيودا على تفكيرك وأنت تحدد هذه الأنماط، بل أطلق لخيالك العنان لتصل إلى التوصيف الأدق.
وأضاف "فهمي" فى تدوينة له على صفحته على الـ "فيسبوك" أن هذه الانماط متكررة وواضحة ومنها مثلا:
- البلطجة السياسية، أي: توظيف البلطجية لتحقيق مصالح سياسية.
- العجز عن إدانة حقيقية لأي مسئول في النظام السابق، سواء كان سياسيا أو أمنيا أو حتى رجل أعمال.
- الإسلاميون يحققون الأغلبية في أي انتخابات أو استفتاءات يشاركون فيها.
- تغريدات البرادعي.
- الإسلاميون عموما، والإخوان بصفة خاصة، هم أكثر الفئات تعرضا للهجوم والتشويه على مدى عامين بوتيرة متزايدة.
- العلاقة بين حزب الحرية والعدالة وبين حزب النور يتناوب فيها الخلاف والاتفاق دون غلبة لأحدهما- أعني الاتفاق أو الاختلاف-.
- من النادر جدا أن يتعرض رموز القوى العلمانية للهجوم في وسائل الإعلام.
- "البرادعي" "صباحي" "عمرو موسى" ثابتون صامدون باقون، مهما تغير الفيلم - عفوا: الوعاء السياسي- الذي يعملون من خلاله: حملة، حزب، تيار، جبهة...إلخ .
- الفوضى تتصاعد كلما اقتربنا من إتمام بناء مؤسسات الدولة عن طريق الانتخاب.
- الخلط المتكرر - كلما احتدم الصراع - بين مشاعر الإحباط وآلام المخاض، بين توقع الوفاة وانتظار الولادة.
وقال "فهمي" أنه من الصعب حصر كل الأنماط في مقالة واحدة، لكن ما سبق يلقي إضاءات كافية.
وأوضح أن القاعدة هي/ احذر أن تتخذ قرارا أو موقفا أو تبني تصورا سياسيا، يتناقض مع معطيات هذه الأنماط المتكررة، كأن تفترض مثلا أن ثلاثي الجبهة يتحركون من منطلقات وطنية بحتة ، أو أن الإخوان والسلفيين لن تلتئم جراحهم البينية بعد الانتخابات، أو أن ظهورك في إعلام الفلول سيؤدي إلى دعم موقفك السياسي، أو أن الانتخابات لا يمكن تنظيمها في ظل الفوضى المفتعلة،
أو أن بناء الدولة يمكن أن يتم في ظل الاستقرار والهدوء.
أو أن البرادعي يمكن أن يتوقف عن كتابة التغريدات.

