نافذة مصر
في ظل مفاهيم سياسية كثيرة مغلوطة و مقلوبة و استغلال لحداثة الشعب المصري في ممارسة الديمقراطية ؛ نجد أنفسنا "شئنا أم أبينا" نحن من نتحمل كل أوحال الماضي الكئيب بفساده و فشله ، و نحن من نتحمل أي ارتباك في المشهد الحاضر طالما لا زال هناك من يروج للحكم الشمولي المركزي ( مرسي يصنع .. مرسي يفعل .. ) و لا يؤمن بالدولة الحديثة و يعمل على تعطيل بناء المؤسسات بكل سبيل حتى لا تتوزع المسؤوليات بشكل محترف دستوريا ؛ فيقف السيد الرئيس في عزلة دون مؤسسات يحارب قوى الماضي وحده !! و في النهاية سيروجون "الإخوان فشلوا " بكل سرور !!
إذا كنتم تريدون محاسبة الإخوان في قارب الوطن بهذه الطريقة ؛ فاتركوا لهم المجاديف !
يقول الشاعر ""ألقاه في اليم مكتوفا و قال له: ... إياك إياك أن تبتل بالماء""!
و مع ذلك لن يكون في مصر ان شاء الله إلا الاحتراف في ممارسة ديمقراطية راقية ، و للتوضيح: تم تأسيس حزب الحرية و العدالة لكل المصريين ؛ و هو الحزب الأكبر في مصر الآن ؛ عدد مقراته ١٣٧١ مقرا و عدد أعضائه تجاوز ٤٠٠ألفا و ثلثهم فقط هم أعضاء أيضاً في الجماعة و في السنوات الثلاث القادمة أو أكثر قليلا نأمل الوصول إلى ٥ مليون عضو ، تمت الاستعانة بعشرات منهم (في دولة بها آلاف المناصب الإدارية) في بعض الوزارات و المحافظات دون إخلال لمعايير التوظيف الفنية و الإجرائية (و لو ثبت غير ذلك بالبينة فنحن أول من يعترض من باب الإنصاف و هو عزيز في بلادي اليوم )، أما الحديث عن "الآلاف" هنا و هناك في "مفاصل الدولة" ! ، و هم أصلا من تعيينات قديمة قبل الثورة بكثير و معظمهم ليسوا إخوانا (أمن الدولة كان يمنع الإخوان من الترقي أصلا إلى مرتبة "مدير" و ربما أقل و لو كانوا أكفأ الناس ) و انضموا بعد الثورة لحزب الحرية و العدالة لتعاطفهم مع التيار الإسلامي و لخدمة بلدهم في مشاركة حزبية راشدة ؛ فيتم الحديث عن "الأخونة" تلبيسا على الناس ! ؛ إما (تشويها) من جانب مبغضي الإخوان قبل الثورة و بعدها و هم أصحاب مواقف مسبقة جعلتهم يطلقون عبارات "الاستحواذ" حتى على الاستحقاقات الممنوحة عبر الإرادة الشعبية من خلال تفويض الشعب لهم بالمسؤولية سواء في الرئاسة أو الشعب أو الشورى و انتهاء بالنوادي و النقابات و اتحادات الطلبة و غير ذلك ، و إما (تنافسا) من بعض حلفاء المشروع الإسلامي ! ، غفر الله للجميع .
ستنتهي حالة الجدل و المراء السياسي بعد تحدد الأوزان النسبية عبر صناديق الاقتراع القادمة ، و الله من وراء المقصد و هو الهادي إلى سواء السبيل .