كتب - محمد عبدالعزيز
قال الباحث السياسي أحمد فهمي أن جبهة الإنقاذ تدخل للمرة الثانية في أقل من شهرين، مرحلة "البحث عن هدف"، فالجبهة تعتمد برعونة لا تخفى، أسلوب تركيز المجهود السياسي بأقصى طاقة لتحقيق هدف واحد في إطار زمني ضيق، وهذا هو عين الحمق السياسي.
وأضاف "فهمى" فى تدوينة له على الـ "فيسبوك" أن هذا الأسلوب في حالة الإخفاق، يؤدي إلى انعدام الوزن وفقدان الاتجاه، فتجد بعضهم يطالب بإعادة الكرة، وآخر ينادي بالتصعيد، وكأنهم لم يكونوا يصعدون مثلا، وثالث يدعو إلى المقاطعة، مقاطعة ماذا؟ لا ندري، ورابع يعلن الانسحاب من وثيقة الأزهر، وهذه سابقة غريبة، فالوثيقة قيمية بالدرجة الأولى، ولا يترتب عليها مراقبة أو معاقبة، فضلا عن أن الأزهر ليس طرفا في الصراع، فالانسحاب بهذه الصورة هو قرار من لا يجد قرارا آخر يتخذه للتعبير عن وجوده وتماسكه بقوة.
وقال أعتقد أننا في مرحلة حاسمة من مستقبل الجبهة ككتلة سياسية، فلابد أن أكثرهم يعيد حساباته حاليا ليقارن بين جدوى الاستمرار في الجبهة، وفوائد الانسحاب والعمل بصورة منفردة.
وأكد أن العقبة الأساسية هنا بالنسبة لهم، أن المسار الزمني بين بناء التحالف وتفككه، يُفترض أن يتضمن إنجازا كبيرا كالمشاركة الفعالة في الانتخابات البرلمانية، مثلا، حتى إذا حدث التفكك بعد ذلك يكون التحالف قد حقق مبتغاه أمام جمهوره، لكن هنا تقترب الجبهة من نقطة التفكك دون تحقيق أي إنجاز، والتفكك يُضعف بلورة مواقف سياسية واضحة، فلو أكملوا إلى الانتخابات بهذه الحالة، سيسقطون لا محالة، ولو قرروا الدخول منفردين، سيكون من الصعب عليهم التواصل مع الناخبين في الفترة المتبقية.
وقال: أعتقد أن احتمال انسحابهم من الانتخابات وارد، رغم أنه قد يؤدي إلى انسحاب بعض الأحزاب من الجبهة، لكن إحدى مشكلات التحالفات أنها لا يمكنها التوقف، فلابد أن تواصل المسير دوما للوصول إلى آخر هدف معلن، حتى لو كان المتحالفون يعلمون أن طريقهم مسدود مسدود، ولا أبالغ إذا قلت أن قرار مشاركتهم من عدمه، يملك "الخارج" أغلب محدداته.
وأوضح أن القوى الإسلامية بحاجة لأن تدع الباب مواربا لاستيعاب من تنقطع أنفاسه من ملاحقة الجبهة في مسيرتها الطويلة إلى المجهول، وهذا لا يعني التحالف قطعا، لكن مجرد القبول في المنظومة بصورة عامة، يعني يرجع من غير ما يتعرض لإحراج، أو محاسبة، كنوع من غض الطرف السياسي، ولا ننسى أن هناك قوى خارجية تواصل تجديد "صمغ الجبهة" حتى لا تتفكك مكوناتها.
وهذا لا يشمل طبعا رؤوس الفتنة والفساد.
وفى كلمة أخيرة قال، اننا يجب أن ننتبه إلى المسار الرابع الذي ربما يخطط له الآن، للحيلولة دون حصول الأحزاب الإسلامية على أغلبية أول برلمان في الجمهورية الثانية.

