كتب - محمد عبدالعزيز

قال الباحث السياسى احمد فهمى أن هناك مستوى مخفي من الخطاب الإعلامي، ضائع بين خطاب النقد والتجريح، وبين خطاب النفاق والتلميع.

وأضاف "فهمى" فى تدوينة له على الـ "فيسبوك" أن ذلك هو الخطاب الموضوعي، وأبرز سماته أنه يلعب دورا متوازنا بين خطابي: النقد والنفاق، فيسعى لتعويض جَورِ أحدهما على الآخر، فإن كانت الكفة تميل للنفاق، يُصَعِّد من مضمونه النقدي، وإن كانت تميل للتجريح، فإنه يُعزز من مضمون التأييد والدعم، الفكرة إذن في هذا الخطاب أنه يُصاغ انعكاسا لجوانب الخلل الإعلامي، وتتبعا ومعالجة لها.

وأوضح أنه على أرض الواقع نلحظ: غلبة خطاب التجريح، وندرة الخطاب الموضوعي، ولا نكاد نلمح أثرا لخطاب النفاق، وهذه ظاهرة غريبة، ألا تكون هناك وسائل إعلام تنافق رأس الدولة في بلد مثل مصر.

وقال أيضا أنه حتى الفضائيات والصحف المؤيدة للرئيس، يتبنى أغلبها خطابا يحذر من الاتهام بالنفاق، فيكتفي بالتأييد المباشر دونما معالجة حقيقية لجوانب الخلل التي صنعها التجريح، فتكون النتيجة أن خطاب التجريح يكون أكثر انتشارا من خطاب التأييد، مع الأخذ في الاعتبار لتأثير عوامل أخرى.

وأكد أنه في مرحلتنا الحالية، فإن خطاب التأييد لم يعد مناسبا، ولأن ثوابتنا الإسلامية تمنعنا من النفاق، فإن "الخطاب الموضوعي" هو الحل.

وأشار إلى أن الفرق بين الخطاب الموضوعي وخطاب التأييد، أن الأول لا يقف عند مضاعفة جرعة الدعم للرئاسة، بل ينظر في مواطن التجريح، فيصحح صياغتها أمام الرأي العام، ويعمد إلى الإنجازات المهملة فيبرزها، وإلى مواطن الكذب فيبددها، مع التنوع في أساليب المواجهة.