تصريحات واقوال
الباحث السياسى أحمد فهمي
عملية "الدولار المصبوب" التي يقودها "التنظيم الفلولي متعدد الجنسيات" لتحفيز الإعلام العلماني على توجيه الناخبين بعيدا عن الإسلاميين، أدى بريقها الأخضر إلى صرف قيادات هذا الإعلام عن إدراك حقيقة مهمة جدا، وهي أن الناخبين يختارون المرشحين الذين يصوتون لهم بحسب معيارين: إما لأنهم أفضل الموجودين، وإما لأنهم الأقل سوءا.
وحسبما نُشاهد فإن احتمال أن يستخدم الناخبين المعيار الأول-الأفضلية- تراجع إلى حد كبير، لأن جميع القوى الموجودة على الساحة إما أنها تتعرض لحملات تشويه لا تتوقف - الإسلاميين - وإما أن دوافعها الحقيقية وعيوبها الخفية تكشفت للعيان- العلمانيين - فلم يعد الجدل إذن يدور حول "الأفضلية".
وهنا نلحظ أمرا مهما، وهو أن تراجع الوزن الجماهيري لكافة القوى-لأسباب مختلفة - نتج عنه بقاء الفروق النسبية بينهم ثابتة تقريبا،
ومع هذا الثبات - النسبي - يبقى العامل الأكثر حضورا في الدورات التصويتية هو: تفوق الإسلاميين.
وبعبارة مختصرة، فإن كل ما يفعله الإعلام الفلولي حاليا أنه ينقل الجماهير من استخدام المعيار الأول إلى استخدام الثاني، لكن هذا لا يفيد العلمانيين بشيء، فبدلا من أن يختار الناخبون الإسلاميين لأنهم الأفضل -المعيار الأول - سيختارونهم لأنهم الأقل عيوبا وسلبيات - المعيار الثاني.
( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)


