تصريحات وأقوال:

الباحث السياسي/ أحمد فهمي:

بعض الثوار يصعب عليهم التحول من حالة "الثورة" إلى حالة "الدولة".

لقد اكتشفوا أنفسهم في الفعاليات الثورية، وبذلوا الكثير من أجل إنجاح الثورة، فلما سقط مبارك، تحول الحراك الثوري نحو إسقاط حكم العسكر، فلما سقط العسكر، وقعوا في مأزق، ماذا يفعلون؟ فقد تعودوا على "الإسقاط".

إذن فليسقط مرسي ويسقط الإخوان، لكن مرسي هو من أسقط العسكر، فكيف يطالبون بإسقاطه؟ هنا تبدأ أعراض الشيزوفرينيا.

فقد ازدوج طريق الثورة إلى دربين، الأول: درب الذين اقتنعوا بأن الثورة نجحت وانتهت، فتحولوا من حالة الثورة إلى حالة الدولة، والثاني، درب الذين أخفقوا في إتمام التحول، لتصبح الثورة بالنسبة لهم "غاية" لا "وسيلة"، أي أنها "مستمرة" وليست "مؤقتة".

السالكون لدرب "الثورة بعد الدولة" ينقسمون بدورهم إلى قسمين، الأول: ثوريون حقيقيون، لكنهم يتعرضون للاستغلال من كارهي الإخوان والإسلاميين، والثاني، ثوريون مزيفون، يتمحكون في الثورة ليخفوا كراهيتهم للإسلاميين..

يمكن تلمس هذه الظاهرة المرضية في تحويل "جرافيتي الثورة ضد مبارك" إلى "جرافيتي ضد الإسلاميين"، ما العلاقة بين الحالين؟

لا شيء، إنه فقط "الإفلاس العلماني" يتجلى في أوضح صوره.