30/12/2008

كتب- أحمد عبد الفتاح ودعاء وجدي وهبة مصطفى:

اختطفت قوات الأمن المصرية عشرات المواطنين من الشوراع المحيطة بمقر النقابة العامة للأطباء لمنعهم من حضور المؤتمر الجماهيري الحاشد لدعم غزة ورفض العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع.

 

وقامت قوات الأمن بتطويق الجماهير التي زحفت إلى مقر النقابة، وقامت بأداء صلاة المغرب في الشارع رافضةً منع الأمن لهم، وقد أحاطت قوات الأمن بالمصلين بعد أدائهم الصلاة وفصلت النساء والأطفال عن الرجال والشباب، وطوَّقت الرجال بطوقٍ أمني كبير، وبدأت- خلال كتابة هذه السطور- بإجبارهم على ركوب عربات قوات الأمن المركزي، وتطور الأمر إلى الاعتداء على النساء والأطفال لإجبارهم على مغادرةِ المكان.

 

وقد بلغ عدد الذين طوقهم الأمن حوالي 100 مواطن، ولم يتم تحديد العدد النهائي المقبوض عليه إلا أن شهود عيان أكدوا اختطاف أكثر من 200 مواطن وقت كتابة هذه السطور، وتم توجيه عددٍ من هذه السيارات إلى مبنى أمن الدولة بلاظوغلي.

 

وأمام هذا الموقف غير المفهوم من الأجهزة الأمنية انتشرت الوقفات الاحتجاجية في الشوراع الجانية لشارع قصر العيني بعد منع الوقفة الرئيسية من أمام دار الحكمة التي كان من المقرر أن تسبق المؤتمر، إلا أن قوات الأمن حاصرتها، وفرضت أطواق أمنية مشددة عليها، وقامت بالاعتداء على المشاركين في هذه الوقفات بالهراوات.

 

وفي ردِّ فعلٍ سريعٍ قام المواطنون الذين كانوا في انتظار المؤتمر الجماهيري داخل النقابة بالخروج أمام سُلم النقابة ونظموا وقفةً احتجاجيةً؛ رفضًا لمنع الوقفة وردًّا على العدوان الصهيوني.

 

من جانبه علَّق الدكتور إبراهيم الزعفراني الأمين العام لنقابة أطباء الإسكندرية وأحد المحاصرين داخل النقابة الآن أن هذا تحول نوعي سيئ من النظام المصري في التعامل مع الفعاليات الشعبية، مؤكدًا أن النظام بتصرفاته هذه يزيد رصيد السمعة السيئة التي أصبحت مميزةً له لدى العالم العربي والإسلامي تجاه موقف مصر مع القضية الفلسطينية، مضيفًا أنه "إذا كانت كل دول العالم تترك لشعبها حق التجمع والتظاهر فإن مصرَ أصبحت هي الدولة الوحيدة المنفردة التي تمنع شعبها من التظاهر".