مع حلول اليوم العالمي لحقوق الطفل، تطفو على السطح واحدة من أكثر القصص الإنسانية إيلامًا في شمال سيناء، بطلتها أسرة سيناوية فقدت معيلها وقُطعت أوصالها باختفاء طفلها الصغير، بينما لا يزال الصمت يخيّم على المشهد منذ سبعة أعوام.
فقد وثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان استمرار اختفاء الطفل إبراهيم محمد إبراهيم شاهين للعام الثامن على التوالي، وهو الطفل الذي اعتُقل مع والده قبل أن يُعلن لاحقًا عن تصفية الأب في واقعة ما تزال تفاصيلها غامضة.
بداية الحكاية.. اعتقال ينتهي بمأساة
تبدأ فصول المأساة في يونيو 2018، حين اقتحمت قوة أمنية منزل أسرة شاهين في مدينة العريش، واقتادت الأب محمد إبراهيم جابر شاهين (48 عامًا) وطفله الصغير إبراهيم الذي لم يكن قد تجاوز الرابعة عشرة من عمره.
لم تُبلغ العائلة بمكان الاحتجاز، ولم يسمح لها بالتواصل أو الزيارة، لتبدأ رحلة البحث الطويلة التي لم تنتهِ حتى اليوم.
وبعد أسابيع من القلق والترقّب، فوجئت الأسرة ببيان رسمي صدر في 10 سبتمبر 2018 عن وزارة الداخلية، يعلن وقوع اشتباك مسلح أسفر عن "تصفية 11 عنصرًا"، وكان من بين الأسماء الواردة اسم الأب المختفي قسريًا وقتها.
الغريب أن الأسرة تؤكد أن الأب لم يكن متوارياً أو مطلوباً، بل تم اعتقاله من منزله بشكل علني أمام أعين الجميع، مما أثار تساؤلات حول كيفية وجوده لاحقًا ضمن قتلى "الاشتباك" المفترض.
جثمان بلا وداع.. وطفل بلا أثر
بعد شهرين من إعلان التصفية، سلّمت السلطات الأسرة جثمان الأب، لكن لم يُسمح لهم برؤيته أو وداعه.
دفن الرجل في صمت، ولم تنتهِ المأساة عند هذا الحد، إذ بقي الابن إبراهيم مختفياً تماماً منذ لحظة اعتقاله، ولا تزال العائلة حتى اليوم تجهل مصيره أو مكان وجوده.
تقول الأم – وفق ما نقله حقوقيون – إنها فقدت زوجها دون وداع، وتعيش منذ سبعة أعوام حالة من الرعب الدائم على مصير ابنها الوحيد الذي لا تعلم ما إذا كان ما يزال على قيد الحياة.
خوف ينهش العائلة.. ووقائع بلا إجابات
تعرب الأسرة عن خشيتها من أن يكون الطفل قد تعرض لانتهاكات، خاصة مع صغر سنه وقت الاعتقال ووجود سوابق لاحتجاز أطفال في أماكن غير معلنة.
وتؤكد الشبكة المصرية أن عمر إبراهيم وحده كان يجب أن يكون كافيًا لإطلاق سراحه فورًا، لكن بدلاً من ذلك ظل داخل دائرة الاختفاء القسري، وما يصاحبها من مخاطر التعذيب وسوء المعاملة، وفق ما يوثقه أهالي مختفين آخرين.
لم تلتزم الأسرة الصمت، إذ طرقت جميع الأبواب الرسمية:
- بلاغات للنائب العام
- مخاطبات لوزارة الداخلية
- شكاوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان
ومع ذلك، لم تتلقَّ أي رد يوضح مكان الطفل أو يبرّر استمرار احتجازه.
حالات متكررة.. ومشهد حقوقي قاتم
وبحسب الشبكة المصرية، فإن حالة إبراهيم ليست الوحيدة، إذ رُصدت حالات أخرى لأطفال من العريش وشمال سيناء تعرّضوا لاعتقالات مماثلة، ولا يزال بعضهم رهن الاختفاء حتى الآن، ما يعكس – بحسب منظمات حقوقية – نمطًا مقلقًا يتطلب تدخلاً عاجلاً.
نداء أخير في يوم الطفل العالمي
في اليوم العالمي لحقوق الطفل، جدّدت الأسرة مناشدتها لكل الجهات المعنية المحلية والدولية التحرك للكشف عن مصير ابنها المختفي منذ سبعة أعوام كاملة.
وتؤكد أن حق الطفل في الحياة والأمان والمعاملة الإنسانية ليست "مطالب سياسية"، بل حقوق أصيلة كفلتها القوانين المصرية والدولية.
https://www.facebook.com/ENHR2021/posts/866233475757713?ref=embed_post

