أثار الكاتب والصحفي المصري أنور الهواري، الذي شغل في مواقع بارزة في الصحافة من بينها رئاسة تحرير صحف المصري اليوم والوفد والأهرام الاقتصادي، جدلًا بتصريحات جديدة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، تناول فيها رؤيته لما وصفه بـ"التحول التاريخي العميق" في موازين القوى بالشرق الأوسط والعالم.

كتب الهواري في منشوره قائلًا:
“في الربع الأول من هذا القرن، أي منذ 11 سبتمبر 2001 وحتى اليوم، نجحت أمريكا في تخريب كامل الشرق الأوسط، أما الربع الثاني من القرن، الممتد حتى عام 2050، فسيكون حقبة السيادة الصهيونية دون منازع. القادم أسوأ.”

هذه الكلمات المكثفة التي تحمل نغمة تشاؤمية واضحة، تعكس رؤية الهواري لما يراه نتائج السياسات الأمريكية في المنطقة خلال العقدين الماضيين، بدءًا من غزو العراق وسقوط أنظمة عربية، مرورًا بثورات “الربيع العربي”، ووصولًا إلى ما يعتبره حالة “تفكك شامل” في البنية السياسية والاجتماعية لدول المنطقة.

ويرى متابعون أن ما أشار إليه الهواري يأتي في إطار تحليل سياسي لمرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، التي شكّلت نقطة تحول حاسمة في علاقة الولايات المتحدة بالعالمين العربي والإسلامي. فالحروب المتتالية، وتفكيك الجيوش، وخلق الصراعات الطائفية والمذهبية، كلها أدت – بحسب منتقدي السياسات الأمريكية – إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يخدم مصالح قوى كبرى في مقدمتها إسرائيل.

ويعتبر الهواري أن تلك الأحداث لم تكن مجرد “نتائج عرضية”، بل كانت ثمرة مشروع استراتيجي متكامل لإضعاف المنطقة وإعادة ترتيبها على أسس جديدة، ما مهد الطريق أمام “الحقبة الصهيونية” التي يتحدث عنها، حيث يتوقع أن تتسع فيها هيمنة إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا على الإقليم، وسط انكفاء عربي وتراجع دولي في مواجهة هذا النفوذ.

اللافت في تصريحات الهواري أنها تأتي في وقت تتصاعد فيه التحولات الجيوسياسية، سواء في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، أو تمدد الاتفاقات الإبراهيمية، أو إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة. وهو ما يجعل من طرحه قراءة يرى فيها البعض تحذيرًا مبكرًا من مرحلة جديدة قد تُعاد فيها صياغة المنطقة بالكامل.