في يومٍ جديد يُضاف إلى سجل حوادث الطرق، شهدت عدة محافظات، اليوم الأحد الموافق 2 نوفمبر 2025، سلسلة من الحوادث المرورية المروّعة التي أسفرت عن مصرع شخص واحد وإصابة العشرات، في مشاهد مأساوية أعادت إلى الواجهة التساؤلات حول كفاءة منظومة الطرق والسلامة المرورية رغم المليارات التي أُنفقت على مشروعات البنية التحتية.

 

كارثة طريق الجلالة – العين السخنة


وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم حادث مروّع على طريق الجلالة – الزعفرانة في اتجاه العين السخنة، بعد تصادم أتوبيسين وسيارة نقل، مما أدى إلى وفاة شخص وإصابة عدد كبير من المواطنين بإصابات متفرقة.


وتم نقل المصابين إلى مجمع السويس الطبي لتلقي العلاج، فيما باشرت الأجهزة الأمنية والمرور التحقيق في أسباب الحادث.

 

وجاءت قائمة المصابين كالتالي:

 

  • صلاح بنداري محمد (25 عامًا – ميت غمر): اشتباه كسر بالساق اليسرى وجرح قطعي بالرأس.
  • محمد عبده إبراهيم (27 عامًا – ميت غمر): اشتباه كسر بالساق وسحجات بالجسم.
  • محمد وائل عبدالستار (26 عامًا – الجيزة): اشتباه كسر بالساق اليسرى وجرح بالأنف.
  • مجهول الهوية (30 عامًا تقريبًا): اشتباه نزيف بالمخ وجرح قطعي بالرأس بطول 10 سم.
  • محمد السيد كيلاني (21 عامًا – الهرم): جرح متهتك بالوجه وسحجات بالجسم.
  • أحمد محمد رزق (41 عامًا – الدقهلية): اشتباه كسر بالساق اليسرى.
  • محمود السيد محمود حسين (47 عامًا – الدقهلية): بتر بالساق اليمنى.
  • طاهر حسن رمضان (34 عامًا – الدقهلية): جرح قطعي بالرقبة بطول 10 سم.
  • صلاح محمد صلاح (20 عامًا – الدقهلية): اشتباه كسر بالفقرات العنقية.
  • خالد حسيني أحمد (53 عامًا – الشرقية): بتر في الساق اليسرى.
  • علاء رأفت عيد محمد (35 عامًا – الشرقية): ارتجاج وجرح بالرأس.
  • حسين محمود حسين (34 عامًا – الشرقية): اشتباه كسر بالساق اليمنى.
     

التجمع الخامس.. تصادم جديد يعطل الحركة


وفي القاهرة، شهد محور جمال عبد الناصر بالتجمع الخامس حادث تصادم بين سيارتين ملاكي، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص وتوقف الحركة المرورية لساعات، قبل أن تتمكن الأجهزة المعنية من رفع آثار الحادث وإعادة الحركة لطبيعتها.
 

الفيوم.. ثلاثة حوادث في يوم واحد


لم تسلم محافظة الفيوم من سلسلة الحوادث الدامية، حيث شهدت المحافظة ثلاث وقائع منفصلة خلال الساعات الماضية:

 

  • تصادم دراجة نارية وتروسيكل بطريق أسيوط الصحراوي الغربي، أسفر عن إصابة 5 أشخاص، نُقلوا إلى المستشفى العام لتلقي العلاج.
  • انقلاب ميكروباص عند مدخل قرية قصر الباسل، أدى إلى إصابة 8 أشخاص بإصابات متفاوتة الخطورة.
  • كما أسفر حادث انقلاب سيارة ميكروباص أخرى بالطريق الأوسطي عن إصابة 6 أشخاص.

 

فيما شهد طريق العين السخنة بالسويس، حادث انقلاب سيارة ميكروباص أصيب خلاله 13 شخصًا، وتم نقلهم إلى مجمع السويس الطبي.
 

أرقام تتكرر ومآسٍ لا تتوقف


تتزامن هذه الحوادث مع استمرار تصريحات رسمية تتحدث عن “شبكات طرق عالمية”، حيث تؤكد الحكومة أن الدولة أنفقت مليارات الجنيهات على مشروعات الطرق والكباري ضمن خطط التنمية.

 

إلا أن الواقع، بحسب شهود العيان وخبراء النقل، يقول غير ذلك: حفر وتشققات، غياب للصيانة، ضعف في إشارات التحذير، وسرعات قاتلة تجعل من الطرق السريعة مصائد للموت.

 

ويؤكد المهندس عمرو عبدالعزيز، خبير النقل والطرق، أن ارتفاع معدلات حوادث السير في مصر يرتبط بـ“سوء التخطيط وضعف الرقابة”، موضحًا أن “التركيز على الافتتاحات الإعلامية دون وضع خطط للصيانة الدورية والسلامة المرورية هو ما يجعل الطرق الجديدة تتحول سريعًا إلى مصادر خطر بدلًا من أن تكون طرق أمان”.


 

بين الواقع والدعاية


وفي الوقت الذي تتفاخر فيه الجهات الرسمية بمشروعات عملاقة مثل المتحف المصري الكبير الذي تجاوزت تكلفته 94 مليار جنيه، يرى مواطنون أن أولويات الإنفاق كان يجب أن تُوجَّه نحو صيانة الطرق وتأمينها، خاصة أن نزيف الدم على الأسفلت لا يتوقف، والمواطن البسيط هو من يدفع الثمن يوميًا.