عندما كشفت وزارة الآثار عن شعار المتحف المصري الكبير لأول مرة في عام 2018 ثار جدل كبير بين الفنانين وعلماء الآثار والمهندسين المعماريين وحتى بين غير المتخصصين، الذين رأوا أنه ليس في مستوى وضخامة المتحف الذي يحتوي على أكثر من 50 ألف قطعة أثرية.
وقال منتقدو الشعار آنذاك، إن مصمميه لم يحافظوا على الهوية والتاريخ المصريين، حيث أن شركة تصميم العرض المتحفي الألمانية "أتيلييه بروكنر" هي من قامت بتصميمه، بعد فوزها في طرح شاركت فيه 12 شركة من 8 دول.
مقترحات تصميمية مختلفة
وقدّمت شركة "أتلييه بروكنر" عدة مقترحات تصميمية مختلفة للجنة، بعضها يتضمن رموزًا فرعونية تقليدية كالتمائم والأهرامات، إلا أن اللجنة اختارت شكلًا تجريديًا، يُفترض أنه يتماشى مع اتجاهات التسويق التي تسعى إلى جذب الأجيال الشابة.
بيد أن الجمعية العربية لمصممي الفنون الجميلة قالت في بيان إن الشعار لا يتوافق مع المبادئ التي تحكم التصميم الفعال، ولا يمثل تكريمًا للحضارة المصرية الغنية والقديمة.
وعرضت الجمعية تنظيم مسابقة دولية ومحلية بين شركات الفنون والجرافيك لاختيار شعار جديد للمتحف المصري الكبير.
وقال الفنان محمد عبلة، إنه كان من الأجدر بوزارة الآثار إطلاق مسابقة دولية لتصميم الشعار. وأضاف أنه كان من الممكن أن يحصل الفائز وعائلته على إقامة مجانية في مصر، بالإضافة إلى دخول مجاني للمتحف لمدة شهر، بدلاً من مكافأة مالية.
فيما كانت المفاجأة التي فجرها الباحث الأثري علي أبو دشيش، وهي أن الشعار مسروق من لوجو إحدي شركات السينما في أيرلندا الشمالية وتدعي "كيو إف تي" للسينما وتأسست عام 1968، حيث جاء شعار المتحف مشابها لتصميم شعار الشركة إلي حد كبير، خاصة ما يميز الشعار وهو اللون البرتقالي.
وقال مجدى شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن الدولة عندما قررت إقامة متحف يضم 100 ألف قطعة من أفضل ما أنتجته الحضارة المصرية القديمة "الفرعونية" كان لابد أن يكون اختيار الشعار من أهم قطع هذا المتحف التى لا توجد فى أى مكان، وكان قناع الملك توت، الذى يعرفه كل العالم أو تمثال خفرع أو رمز مميز من الفن المصرى مثل زهرة اللوتس أو نبات البردى أو حتى المعبود أنوبيس أو عين حورس، قادرا على تحقيق هذا الهدف.
توفيق: الشعار يُمثل التخطيط الأفقي للمتحف
ورد الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف، بأن الشعار يُمثل التخطيط الأفقي الفريد المميز للمتحف المصري الكبير، الذي تنفرج جوانبه لتطل على أهرامات الجيزة، ويأخذ الشعار اللون البرتقالي الدافئ المبهج الذي يعكس اللون الذي تضفيه الشمس على هضبة الأهرامات ساعة المغيب.
ونوّه إلى أن كتابة اسم المتحف المصري الكبير تأتي بخط عربي انسيابي مستلهم من الكثبان والتلال الرملية للبيئة المحيطة، حيث تم مراعاة أن يكون الشكل الهندسي المستخدم في الشعار بسيطا أسوة بشعارات المتاحف الكبرى في العالم.
وأضاف: استغرق الشعار، إعداد مقترحات عدة أشهر، حيث قامت لجنة متخصصة تضم قامات جامعية مصرية رفيعة باختيار هذا الشعار من ضمن مقترحات كثيرة، حيث يبرز تفرد تخطيط المتحف، كما أنّ بساطة تصميمه وانسيابيته تسمح باستغلاله بشكل واسع ومتنوع في الترويج والتسويق للمتحف المصري الكبير.

