تتصاعد المطالب الحقوقية والشعبية بإنهاء معاناة المحامية الحقوقية هدى عبد المنعم والمترجمة مروة عرفة، بعد أن دخلت حالتهما الصحية مرحلة بالغة الخطورة داخل محبسهما، وسط اتهامات للنظام بانتهاج سياسة الإهمال الطبي الممنهج ضد المعتقلين السياسيين، وتحويل السجون إلى مقابر بطيئة للمحتجزين.

 

في بيان شديد اللهجة، دعت حركة الاشتراكيين الثوريين إلى وقف ما وصفته بـ"جريمة الإهمال الطبي المتعمد"، مطالبة بالإفراج الفوري عن هدى ومروة، اللتين تمثلان رمزًا لمعاناة آلاف النساء خلف القضبان، في ظل نظام عقابي لا يرحم المرضى ولا يراعي أدنى معايير الإنسانية.

 

 تدهور خطير في الحالة الصحية لمروة عرفة


شهدت جلسة تجديد حبس المترجمة مروة عرفة في 18 أكتوبر 2025، مشهدًا مؤلمًا أثار قلق الحاضرين، بعد أن ظهرت في حالة إعياء شديد إثر الاشتباه في جلطة رئوية، دون أي استجابة من السلطات لمطالب نقلها إلى مستشفى لتلقي العلاج اللازم.

 

تعاني مروة، المعتقلة منذ أبريل 2020، من أمراض قلبية مزمنة، وتُحرم من التريض والعلاج والرعاية الطبية الأساسية، رغم تجاوزها المدة القانونية للحبس الاحتياطي، والتي تنص القوانين المصرية على ألا تتجاوز عامين.

 

وتروي أسرتها أن الانتهاكات بدأت منذ لحظة اعتقالها، حيث تعرضت للعنف أثناء القبض عليها، في مشهد صادم لم تنجُ من آثاره طفلتها الرضيعة، التي انتُزعت من أحضان والدتها بشكل مباغت وقاسٍ، تاركة جرحًا إنسانيًا لا يلتئم في ذاكرة الأم والطفلة معًا.

 

اليوم، تكبر الصغيرة بعيدًا عن والدتها، محرومة من التواصل الطبيعي معها، في حين تبقى مروة عاجزة عن أداء دورها كأم، ومجردة من حقها الإنساني في الحضور إلى جانب ابنتها في مراحل نموها الأولى.

 

⚖️ هدى عبد المنعم.. صوت الحقوق الذي تحاول السلطة إسكاتَه

 

أما المحامية والحقوقية هدى عبد المنعم، المعتقلة منذ نوفمبر 2018، فتعيش وضعًا أكثر مأساوية داخل السجن، بعد أن تعرضت لتدويرٍ أمني ثلاث مرات، رغم حالتها الصحية الحرجة.

 

في السنوات الأخيرة، أصيبت هدى بجلطة في القدم اليسرى، وتوقف في الكلية اليسرى، وارتجاع في الكلية اليمنى، إضافة إلى أزمات قلبية متكررة، بحسب ما أفادت به أسرتها ومحاموها.


وفي 12 أكتوبر الجاري، تقدمت الأسرة بالتماس للإفراج الصحي، لكن حتى الآن لم تتلقَّ أي رد من النيابة أو مصلحة السجون.

 

هدى، التي تجاوزت الستين من عمرها، كانت لسنوات طويلة مدافعة شرسة عن حقوق الإنسان، وتولت الدفاع عن مئات المعتقلين والمظلومين، قبل أن تجد نفسها اليوم خلف القضبان في ذات الظروف التي طالما حاربت من أجل كشفها.

 

🩸 سياسة إهمال ممنهج.. "القتل البطيء" داخل السجون


تؤكد حركة الاشتراكيين الثوريين أن ما تتعرض له هدى ومروة ليس استثناءً، بل امتداد لسياسة قمعية ممنهجة تمارسها الدولة منذ عام 2013، أدت إلى وفاة العشرات من السجناء بسبب الإهمال الطبي، وحرمانهم من العلاج اللازم أو حتى فرصة النقل للمستشفى.

 

وترى الحركة أن الإهمال الطبي ليس سوى أداة جديدة من أدوات التعذيب، تُستخدم لإرهاب المعارضين وكسر إرادتهم، إلى جانب العزل الانفرادي، ومنع الزيارات، والحرمان من التريض، والمماطلة في المحاكمات.

 

ويصف حقوقيون هذه السياسات بأنها تمثل جريمة مركبة، إذ تجمع بين الحرمان من الرعاية الطبية والتعذيب النفسي والجسدي، وتشكل انتهاكًا صارخًا للدستور المصري والاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان.

 

✊ تضامن واسع ودعوات للتحرك


أعادت القضية إلى الواجهة موجة تضامن جديدة من شخصيات حقوقية ومنظمات مصرية ودولية، طالبت السلطات بوقف سياسة العقاب الجماعي والإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية سياسية، وعلى رأسهم النساء المرضى والمسنون.

 

وأكدت الحركة في ختام بيانها أن "أجساد المعتقلين ليست ساحات للانتقام السياسي، ولا أدوات لترسيخ الخوف في المجتمع"، مشددة على أن الصمت على هذه الجرائم يعني المشاركة فيها.