أعربت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن رفضها لقيادة مصر للقوات الدولية المقترح نشرها في غزة لمراقبة وقف إطلاق النار في المرحلة التالية من تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بشرم الشيخ، بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وقالت الصحيفة إنه "مع تكثيف النقاشات الدولية حول اقتراح تشكيل قوة متعددة الجنسيات لتأمين غزة في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن التقارير التي تشير إلى احتمال اختيار مصر لقيادة هذه العملية تثير قلقًا بالغًا".

 

وأضافت: "إن السلام بين إسرائيل ومصر - وهو أحد أهم الإنجازات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، وإن كان هشًا - مبني على البعد وضبط النفس والدبلوماسية الحذرة".

 

واعتبرت الصحيفة أن "تدخل مصر مباشرةً في غزة، سواءً بدور قيادي أو بقوات برية، من شأنه أن يُحدث توترًا فوريًا ويُهدد السلام الهشّ الذي دام لأكثر من نصف قرن. ما قد يبدأ بحسن نية قد يأتي بنتائج عكسية سريعًا، مع نشوء خلافات حتمية، مُسببًا احتكاكًا سياسيًا قد يُزعزع استقرار البلدين ويُقوّض عقودًا من الاستقرار".

 

وأوضحت أن "هذا الخطر ليس نظريًا، بل بدأ يتجلّى بالفعل. حتى قبل أن تلعب مصر أي دور رسمي في حفظ السلام، وبينما كانت إسرائيل لا تزال منخرطة في حرب مع حماس، هددت القاهرة من جانب واحد بتعليق معاهدة السلام - ليس ردًا على أي صراع مباشر مع إسرائيل، بل لمجرد الضغط عليها أثناء استضافة محادثات وقف إطلاق النار".

 

وعلقت الصحيفة، قائلة: "وقد كشف رد فعل مصر - باختيارها الضغط على إسرائيل دبلوماسيًا بينما واصلت حماس عدوانها - عن مدى هشاشة الميزان وانحيازه".

 

نتنياهو: نحن من يحدد القوات غير المقبولة بالنسبة لنا

 

من جانبه، قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، إن حكومته هي من ستحدد القوات التي لن تقبل، في سياق الحديث عن القوات الدولية في غزة.

 

وأضاف في مستهل اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الأحد: "نتحكم في أمننا، وأوضحنا للقوى الدولية أن إسرائيل ستحدد القوات غير المقبولة بالنسبة لنا، وهذه هي الطريقة التي نتصرف بها وسنستمر في التصرف بها".

 

نشر القوة الدولية قريبًا في غزة

 

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت، إن قوة دولية سيتم نشرها قريبًا في غزة،

 

وأضاف في تصريحات عقب اجتماع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء محمد عبد الرحمن آل ثاني، أن قطر مستعدة للمساهمة بقوات حفظ سلام في غزة إذا لزم الأمر.

 

في السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن "عدة دول" مهتمة بالانضمام إلى قوة استقرار دولية التي سيتم نشرها في قطاع غزة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التفاصيل حول مهمتها وقواعد الاشتباك.

 

وأضاف روبيو، للصحفيين وهو في طريقه من الكيان الصهيوني إلى قطر، أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع قطر ومصر وتركيا (الوسطاء) في هذا الصدد، مشيرًا إلى "وجود اهتمام من إندونيسيا وأذربيجان".

 

وأوضح أن المسؤولين الأمريكيين يتلقون آراء بشأن قرار محتمل للأمم المتحدة أو اتفاق دولي يسمح بنشر قوة متعددة الجنسيات في غزة.

 

وتابع: "العديد من الدول التي أبدت اهتمامها بالمشاركة على مستوى ما - سواءً كان ذلك ماليًا أو بشريًا أو كليهما - ستحتاج إلى ذلك (قرار من الأمم المتحدة أو اتفاقية دولية) لأن قوانينها المحلية تقتضي ذلك". وأضاف: "لذا، لدينا فريق كامل يعمل على وضع هذا المخطط التفصيلي".

 

وتريد إدارة ترامب من الدول العربية المساهمة بأموال وجنود في قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في غزة، وفق ما أفادت وسائل إعلام أمريكية.

 

ومن المرجح أن يتم استبعاد تركيا من قوة الاستقرار المكونة من 5 آلاف جندي والتي من المقرر تشكيلها داخل غزة، وذلك بعدما أوضحت إسرائيل أنها لا تريد مشاركة قوات تركية، بحسب ما أوردته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

 

https://www.jpost.com/opinion/article-871563