قبل 4 سنوات من الآن، عرضت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المملوكة للمخابرات المصرية، المسلسل التلفزيوني "هجمة مرتدة"، والذي جاء في إطار مجموعة من الأعمال الفنية التي استهدفت تشويه ثورة 25 يناير، و"شيطنة" الشباب المشاركين فيها.
تدور أحداث المسلسل المأخوذة من ملفات المخابرات المصرية، حول شاب مصري يعمل في الخارج يحاول التواصل مع جهاز المخابرات بعد محاولة تجنيده من قبل استخبارات دولة أجنبية، ويبدأ بعد ذلك التدريب على يد مسؤولين من المخابرات المصرية ليتمكن من خداع الجهات المعادية.
كثير من المتابعين ربط بين الشخصية التي جسدتها هند صبري، "دينا أبوزيد" وبين داليا زيادة، التي عملت لسنوات مع الدكتور سعد الدين إبراهيم بمركز بن خلدون للدراسات الإنمائية - الذي سجن في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك - في ظل التشابه الكبير بين شخصية بطلة المسلسل والناشطة السياسية، التي انضمت لاحقًا إلى معسكر "الثورة المضادة" الداعم للانقلاب.
وأعلنت في عام 2014 استقالتها من مركز ابن خلدون، بسبب ما قالت إنه تراكم لمجموعة من المشكلات؛ أبرزها تحفظ الدكتور سعد الدين ابراهيم وزوجته على الحملة الشعبية لإدراج جماعة "الإخوان المسلمين" ضمن المنظمات الإرهابية.
وأوضحت أنها اعترضت على مواقف سعد الدين إبراهيم من 3 يوليو خاصة بعد مقاله الذي ذكرها فيه باتهامات بوجود صلة بينها وبين الحكومة ووصفها بـ "مطبلاتية النظام".
العمل مع المخابرات المصرية
ولاحقًا، ألمحت إلى أنها كانت تعمل مع جهاز المخابرات المصري خلال الفترة التي سبقت ثورة 25 يناير 2011 حتى الانقلاب علن الرئيس المنتخب محمد مرسي في عام 2013، وقالت إن شخصية دينا أبوزيد وهي الحقوقية التي زرعتها المخابرات المصرية في إحدى المنظمات الحقوقية الدولية في مسلسل "هجمة مرتدة" المأخوذ عن ملف المخابرات المصرية تمثلها.
وكتبت آنذاك، قائلة: "سواء كانت دينا هي تجسيد مباشر أو رمزي لشخصي، هذه مجرد تفصيلة صغيرة في ملحمة كبيرة قامت بها مؤسسة عظيمة هي المخابرات العامة المصرية، في فترة عصيبة مرت بوطننا، لم تغفل أعينهم فيها لحظة".
موقفها من الحرب على غزة
عقب هجمات السابع من أكتوبر 2023 واندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، ظهرت زيادة مع أحد الباحثين في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، وهاجمت حركة "حماس" ودعمت إسرائيل في "حقها بالدفاع عن نفسها" خلال هجماتها على قطاع غزة.
وجادلت بأن هجوم الجيش الإسرائيلي، الذي يهدف إلى الإطاحة بـ حماس من السلطة في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن، كان مبررًا، مما أثار موجة من الجدل في مصر حيث يميل الرأي العام إلى انتقاد إسرائيل والتعاطف مع القضية الفلسطينية.
مع اندلاع موجة من الهجوم الواسع عليها عبر منصات التواصل الاجتماعي في مصر توارت عن الأنظار في أعقاب بلاغ تقدم به أحد المحامين إلى النائب العام بتهمة التخابر مع كيان أجنبي والإضرار بالأمن القومي المصري، قبل أن تغادر مصر في نهاية عام 2023، ووصفت خروجها بأنه يشبه "خروج اليهود من مصر".
الهروب إلى الخارج
وذكرت صحيفة "يدعوت أحرنوت" التي أجرت مقابلة معها، أن زيادة غادرت إلى الولايات المتحدة بمساعدة دائرة مقربة من أصدقائها من إسرائيل وكندا والولايات المتحدة وأستراليا.
وجددت زيادة خلال تلك المقابلة، الهجوم على "حماس ودافعت عن إسرائيل، زاعمة أن "الدول العربية إذا كانت تفكر بعقلانية عليها دعم إسرائيل، لأنها تخوض هذه الحرب نيابة عن المنطقة بأسرها"، على حد قولها.
وتعمل حاليًا زميلاً للأبحاث والدبلوماسية في مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، وهو مركز أبحاث إسرائيلي مقره في القدس، وانضمت إليه في مايو 2024 بعد 6 أشهر من مغادرتها مصر، بحسب الصحيفة.
وتحدثت عن "تدهور العلاقة بين مصر وإسرائيل"، قائلة إن اللائمة في ذلك تقع "كليًا" على مصر بسبب مواقفها من الحرب في قطاع غزة، وأن "إسرائيل صدمت من تصرفات مصر"، وفق قولها.
كما تحدثت عن حملات إسقاط جنسيتها المصرية عنها، قائلة: "لا يمكن نزع جنسيتي المصرية. فأنا مصرية كالأهرامات ونهر النيل ولا أحد يستطيع تغيير ذلك"، وعبرت عن شكرها للإسرائيليين على ما تتلقاه من "حب ودعم"، قائلة: "لطالما كنتم أصدقاء جيدين لي".
وبالتزامن مع الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران قبل شهور، ظهرت زيادة مجددًا ليس لمناصرة إسرائيل فحسب، لكن هذه المرة بالهجوم على المصريين بسبب تعاطفهم مع إيران، واصفة المصريين بأنهم "مغيبو العقول".
وكتبت عبر حساباتها الرسمية مجموعة من التدوينات تهاجم الدولة المصرية وعموم المصريين: "الكراهية -كراهية إسرائيل واليهود- أعمت بصيرتكم وقلوبكم وأغلقت عقولكم لدرجة أنكم قررتم تتضامنوا مع أعدى أعداء العرب (النظام الإيراني) لمجرد أن من يحاربهم هو إسرائيل".