لقي أربعة عمال مصرعهم غرقًا داخل بئر صرف صحي أثناء قيامهم بأعمال صيانة داخل إحدى محطات الصرف أمام استاد العريش بمنطقة الضاحية بمحافظة شمال سيناء، في مشهد أثار حزنًا واسعًا بين الأهالي وزملاء الضحايا، في حادث مأساوي جديد يكشف عن الإهمال المستمر في إجراءات السلامة المهنية.
الحادث وقع أثناء قيام فريق الصيانة بأعمال تنظيف وصيانة داخل البئر، قبل أن يتفاجأ العمال بانهيار مفاجئ لجدار داخلي أو تدفق مفاجئ لمياه الصرف، ما أدى إلى سقوطهم تباعًا داخل البئر العميق.
وبحسب شهود عيان، حاول بعض العمال إنقاذ زملائهم، إلا أنهم اختنقوا بفعل الغازات السامة المنبعثة من داخل البئر، ليلقوا حتفهم في دقائق معدودة.
وأفادت المصادر الطبية بأن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال ثلاث جثامين في البداية، بينما استمرت جهود البحث لعدة ساعات حتى تم العثور على الجثمان الرابع في قاع البئر بعد جهود شاقة.
غياب معايير السلامة… والعمال يدفعون الثمن
الحادث لم يكن الأول من نوعه، إذ تتكرر مثل هذه المآسي في مواقع الصرف الصحي بمختلف المحافظات نتيجة غياب معدات الحماية الشخصية، وسوء التهوية داخل الآبار، وانعدام إشراف هندسي فعّال أثناء تنفيذ أعمال الصيانة.
ورغم المخاطر المعروفة لمياه الصرف الصحي بما تحمله من غازات سامة كالميثان وكبريتيد الهيدروجين، إلا أن كثيرًا من العمال يضطرون للنزول إلى الآبار دون أقنعة أو أحزمة أمان أو أجهزة لقياس تركّز الغازات، ما يجعلهم عرضة للاختناق أو الغرق في أي لحظة.
عدد من الأهالي والعاملين في المرافق العامة بالعريش أعربوا عن استيائهم من غياب إجراءات الأمان، مؤكدين أن العمال يعملون في ظروف “غير إنسانية”، ويتقاضون أجورًا زهيدة رغم المخاطر اليومية التي تحيط بهم.
وقال أحدهم: “العمال دول بينزلوا جوه البالوعات بدون أي كمامات أو حبال أمان.. مجرد ما تحصل مشكلة بيبقوا أول ضحية، ومفيش رقابة ولا متابعة”.