سلطت الصحافة العبرية الضوء على صفقة الغاز الأخيرة التي وُقّعت مع مصر، معتبرة إياها انتصاراً سياسياً واقتصادياً غير مسبوق لإسرائيل، بل ووصفتها بأنها تفوّق استراتيجي على قوتين عربيتين رئيسيتين في المنطقة دون الحاجة إلى خوض أي مواجهة عسكرية.

الصفقة، التي تبلغ قيمتها 35 مليار دولار وتمتد حتى عام 2040، تنص على تزويد مصر والأردن بكميات ضخمة من الغاز الطبيعي من احتياطيات حقل "ليفياثان" في المياه الاقتصادية الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يبدأ التصدير الفعلي عام 2026، على أن يصل حجم الإمدادات إلى نحو 130 مليار متر مكعب خلال فترة العقد، كما يجري العمل على ربط خط أنابيب الغاز الإسرائيلي في نيتسانا مروراً بالنقب وصولاً إلى مصر، بما يتيح تصدير الغاز برّاً.
 

صفقة تاريخية في توقيت حساس
مجلة إيبوك الاقتصادية الإسرائيلية وصفت الصفقة بأنها "تاريخية" من منظور إسرائيلي، مشيرة إلى أنها تمنح تل أبيب دفعة قوية في مكانتها الإقليمية، خاصة في ظل تراجع صورتها عالميًا بسبب العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة وما خلّفته من انتقادات دولية واسعة.

كما سخرت المجلة من الخطاب الرسمي المصري الذي ربط الاتفاق بتعويض نقص الطاقة داخلياً، واعتبرت أن الفوائد الأكبر تصب لصالح إسرائيل، التي نجحت – وفق الرواية العبرية – في تسويق فائض إنتاجها من الغاز وتحويله إلى أداة استراتيجية للنفوذ السياسي والاقتصادي.
 

"انتصار بلا رصاصة"
من جانبها، كتبت صحيفة معاريف أن إسرائيل "هزمت قوتين عظميين في المنطقة" في إشارة إلى مصر والأردن، معتبرة أن مجرد تحوّل إسرائيل من مستورد للطاقة إلى مزوّد رئيسي لجاراتها، يمثّل تحولاً جوهرياً في موازين القوى الإقليمية.

وأكدت الصحيفة أن ما تحقق عبر صفقة الغاز "يعادل انتصاراً استراتيجياً بلا رصاصة واحدة"، موضحة أن هذه العقود طويلة الأمد ستجعل من إسرائيل لاعباً مركزياً في قطاع الطاقة شرق المتوسط، وتمنحها قدرة تأثير مستمرة على القرار الاقتصادي والسياسي في دول الجوار.
 

من الاستيراد إلى التصدير
الصحيفة ذاتها لفتت إلى أن مصر التي كانت في السابق مصدّراً للنفط والغاز لإسرائيل عبر خط أنابيب سيناء، تجد نفسها الآن مستوردة من الغاز الإسرائيلي لتلبية احتياجاتها المتزايدة، وهو ما اعتبرته تحولاً عكسياً في علاقة الطاقة بين البلدين.