أقدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الأربعاء، على إجراء جديد بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وذلك عبر تعليق صور تُجسد حجم الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإجبار المعتقلين على مشاهدتها بشكل يومي، في محاولة لإذلالهم وممارسة ضغط نفسي إضافي عليهم.
وأظهر مقطع فيديو متداول زيارة بن غفير لأحد السجون، وهو يشير إلى الصور المعلقة على جدران الممرات قائلاً: “هذا ما يجب أن يشاهده الأسرى كل يوم… هذا ما يجب أن يروه كل صباح في طريقهم إلى ساحة السجن، لعل كل واحد منهم يرى بيته هنا”.
هذه الخطوة الاستفزازية تأتي بعد أيام قليلة من اقتحام بن غفير زنزانة القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي في سجن ريمون، حيث ظهر الوزير المتطرف وهو يهدد الأسير قائلًا: “من يقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه، لن تنتصروا علينا”. وظهر البرغوثي في التسجيل المصور بملامح شاحبة وحالة صحية متدهورة، ما أثار قلقًا واسعًا على حياته.
ردود فعل وانتقادات واسعة
أثارت هذه الخطوة موجة إدانات من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية، اعتبرت أن تصرفات بن غفير تعكس سياسة ممنهجة للتنكيل بالأسرى، وتحويل السجون إلى مساحة لإذلال الفلسطينيين بدلًا من الالتزام بالمعايير الدولية الخاصة بمعاملة الأسرى.
من جانبها، وصفت صحيفة هآرتس هذه الإجراءات بأنها استمرار لنهج الوزير اليميني المتطرف الذي صعد إلى منصبه في نهاية عام 2022، حيث شهدت فترة توليه تدهورًا غير مسبوق في أوضاع الأسرى الفلسطينيين، من تقليص كميات الطعام، وفرض إجراءات عقابية قاسية، ما أدى إلى انخفاض أوزان الكثير من المعتقلين بشكل ملحوظ.
معاناة الأسرى بالأرقام
ووفق إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني حتى مطلع أغسطس الجاري، يقبع نحو 10 آلاف و800 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، بينهم 49 أسيرة، و450 طفلًا، و2,378 معتقلًا يصنفون “مقاتلين غير شرعيين”.
وتشير هذه الأرقام إلى اتساع دائرة الاستهداف الإسرائيلي للفلسطينيين، بما يشمل النساء والأطفال، خلافًا للقوانين الدولية والاتفاقيات الإنسانية.
سياق الحرب والإبادة في غزة
تزامنت خطوة بن غفير مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي وصفها مراقبون وحقوقيون بأنها إبادة جماعية بدعم أمريكي مباشر، حيث تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في ظل تجاهل إسرائيل لكافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت حتى الآن – وفق وزارة الصحة- إلى 62,064 شهيدًا و156,573 إصابة، وأكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة العشرات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.
الفيديو:
https://x.com/aa_arabic/status/1958111273662443606