كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن صورة قاتمة للوضع الإنساني المتدهور داخل القطاع، حيث أشار إلى دخول 73 شاحنة مساعدات فقط خلال يومين، معظمها تعرّض للنهب تحت أعين قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل تحليق مكثف لطائراته المسيرة.

وأكد المكتب في بيان رسمي أن المساعدات التي وصلت لا تمثل شيئًا يُذكر أمام حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة، بينهم 1.1 مليون طفل، يعانون من مجاعة شديدة ومتفاقمة تُنذر بانهيار كامل للمنظومة الإنسانية.

 

نهب منظم تحت رعاية الاحتلال

وبحسب البيان، فإن غالبية الشاحنات التي دخلت القطاع مؤخراً تم نهبها وسرقتها في مناطق تُسيطر عليها قوات الاحتلال، في مشهد وصفه البيان بأنه جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تقوم على "هندسة الفوضى والتجويع".

وأضاف البيان: "الاحتلال يمنع عمداً وصول الشاحنات إلى المستودعات ومراكز التوزيع، ما يؤدي إلى تعطيل أي محاولة إنسانية حقيقية، ويجعل المساعدات عرضة للنهب والضياع، بينما تقف طائراته المسيّرة تراقب المشهد دون أي تدخل لوقف الاعتداءات على الشاحنات".

 

"إنزالات جوية مسرحية" بلا جدوى إنسانية

وفي سياق متصل، أوضح المكتب الإعلامي أن الإنزالات الجوية التي رُوّج لها على نطاق واسع في الإعلام العالمي، لا تعادل سوى شاحنتين فقط من حيث الكمية، مشيرًا إلى أن هذه الإنزالات لم تُحدث أي فرق يُذكر، إذ سقطت حمولتها في مناطق قتالية حمراء بحسب الخرائط العسكرية الإسرائيلية، يُمنع على المدنيين الاقتراب منها، ما جعلها، بحسب وصف البيان، "بلا أي جدوى إنسانية".

وقال البيان إن "العالم يشارك في مسرحية إنسانية هزلية، لا تليق بحجم الكارثة في غزة، وإن الدول الكبرى فقدت الحد الأدنى من المصداقية، خصوصًا الولايات المتحدة، التي باتت شريكًا فعليًا في سياسة الإبادة الجماعية".

 

أرقام صادمة للضحايا: 87 طفلًا ماتوا جوعًا

وأورد المكتب الإعلامي أرقامًا صادمة، تفيد بأن 133 شخصًا قضوا جوعًا حتى نهاية يوليو الجاري، من بينهم 87 طفلًا، في وقت تتسارع فيه مؤشرات الانهيار الغذائي الكامل. وأضاف: "الوضع بات يلامس حدود الكارثة الشاملة، والوقت ينفد".

 

دعوات عاجلة لفتح المعابر وكسر الحصار

ودعا البيان إلى فتح المعابر فورًا ودون شروط، ووقف الحصار الإسرائيلي الظالم، مؤكدًا أن الحل الجذري يكمن في كسر الحصار وليس في إسقاط عبوات غذائية من الجو.

وشدد المكتب الإعلامي على ضرورة إدخال الغذاء وحليب الأطفال فورًا، محذرًا من أن التأخير في ذلك قد يُفضي إلى كارثة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية الحديث.

 

تحميل مسؤوليات دولية واضحة

حمّل البيان الاحتلال الإسرائيلي وشركاءه الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة، معتبرًا ما يجري جريمة إبادة جماعية ممنهجة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم.

كما دعا المكتب الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية، والعمل العاجل على كسر الحصار وفتح المعابر، دون الاكتفاء بالبيانات الدبلوماسية أو الوعود الإعلامية.

 

نداء للإعلام المهني: كفوا عن ترويج الأكاذيب

وفي ختام البيان، طالب المكتب الإعلامي وسائل الإعلام المحلية والعالمية بوقف ترويج الشائعات والمعلومات المضللة، والتي تُساهم في تضليل الرأي العام الدولي عن حقيقة ما يجري في غزة، داعيًا إلى تغطية مهنية وإنسانية تليق بحجم الكارثة.