ذكرت الكاتبة إليزابيث مالو أن مشاهد بثّتها قناة الجزيرة أظهرت استخدام الجيش القطري أربع منظومات أمريكية لاعتراض صواريخ إيرانية استهدفت البلاد في يونيو، في واقعة تسلّط الضوء على تنسيق عسكري متقدم بين الدوحة وواشنطن.
ويشير مقالها المنشور في موقع "ديفينس نيوز" إلى أن نشر هذا التوثيق المصور لا يهدف فقط إلى إبراز قدرات قطر الدفاعية، بل يحمل أيضًا رسائل سياسية إقليمية تتعلق بالردع الاستراتيجي، ويكشف عن حجم التعاون العسكري الأمريكي الخليجي في مواجهة التهديدات الإيرانية.
أبلغت الاستخبارات الأمريكية الدوحة بوجود تهديد محتمل في 23 يونيو، فتلقّت وحدات الدفاع الجوي أوامر فورية بإغلاق المجال الجوي وتفعيل منظومات الاعتراض.
تمركزت الاستجابة حول حماية قاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، والتي تستضيف ما يقارب عشرة آلاف جندي أمريكي، وتقع على بُعد نحو ثلاثين كيلومتراً من العاصمة القطرية.
فعّلت القوات القطرية أربع منظومات أمريكية رئيسية: مقاتلات F-15، مروحيات أباتشي AH-64E، أنظمة باتريوت PAC-3، ومنظومة ناسامز (NASAMS) قصيرة المدى.
حلّقت المقاتلات القطرية في دوريات حماية لمدة تراوحت بين ساعتين وثلاث ساعات، مع استخدام التزود بالوقود جواً لتمديد زمن التحليق حتى ثماني ساعات.
شاركت طائرات الأباتشي في مراقبة المجال الجوي القريب، بينما تولّت منظومة باتريوت التعامل مع الصواريخ الباليستية في الطبقة العليا، واعترضت ناسامز أهدافاً منخفضة الارتفاع قادمة من اتجاه الجنوب الشرقي.
كشف ضباط في سلاح الجو القطري عن تبادل آني للبيانات مع القيادة المركزية الأمريكية داخل قاعدة العديد، لضمان دقة الردع وسرعة اتخاذ القرار.
وعرضت قناة الجزيرة لقطات من داخل غرف العمليات، تضمنت لحظات إطلاق الصواريخ الدفاعية وتعقب الأهداف على شاشات الرادار.
يشير محللو "ديفينس نيوز" إلى أن إتاحة هذه المشاهد للجمهور ليست خطوة عشوائية، بل تأتي في سياق سياسة إعلام دفاعي مدروسة، تسعى إلى بث الثقة محلياً وإبراز الاستعدادات الميدانية في حال توسعت دائرة التوترات مع إيران.
تراهن قطر منذ سنوات على تعزيز قدراتها الدفاعية عبر تنويع المنظومات وتكثيف التدريبات المشتركة مع واشنطن، ما يفسّر استجابتها السريعة ونجاحها في إحباط الهجوم دون خسائر ميدانية.
تقدّر جهات أمنية في الخليج أن الهجوم الصاروخي مثّل رسالة اختبار من إيران لقياس فاعلية دفاعات الحلفاء الإقليميين، وقد مثّل اعتراضه الكامل إنذاراً واضحاً بأن أي تصعيد مماثل قد يواجه بردّ فوري ومنسّق بين دول الخليج والقوات الأمريكية.