وثّق مقطع فيديو تداولته منصات التواصل الاجتماعي مبادرة عفوية أطلقها أطفال في مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، حيث ظهر عدد من الأطفال وهم يضعون مواد غذائية داخل زجاجات بلاستيكية محكمة الإغلاق، قبل أن يلقوا بها في مياه البحر المتوسط على أمل أن تصل إلى أطفال غزة المحاصرين على الطرف الآخر من الساحل، في مشهد مؤثر ينبض بالبراءة والكرامة.
 

رمزية عالية وسط عجز عالمي
يحمل هذا المشهد دلالات عميقة تتجاوز بساطته الظاهرة، فعلى الرغم من معرفتهم المسبقة بأنّ الزجاجات قد لا تصل أبداً إلى وجهتها، فإن الأطفال أصروا على تنفيذ هذه اللفتة الرمزية، في تعبير نادر عن التضامن الطفولي النقي مع أشقائهم في غزة الذين يعيشون ظروفاً إنسانية كارثية بفعل الحصار والعدوان المستمر منذ شهور.

وتداول رواد مواقع التواصل الفيديو على نطاق واسع، مشيدين بإنسانية الأطفال وصدق مشاعرهم، فيما علّق البعض بأنّ ما عجزت عنه السياسة والدبلوماسية، حاول هؤلاء الأطفال تجسيده عبر فعل بسيط، لكنه يحمل قوة رمزية تفوق الكثير من التصريحات والمؤتمرات.
 

رسائل الزجاجات.. من سيناء إلى غزة
أحد الأطفال ظهر وهو يضع الطعام داخل الزجاجات، بينما كتب آخرون كلمات مثل "من أطفال سيناء لأطفال غزة" على الورق ووضعوها داخل العبوات، قبل أن يغلقوها بإحكام ويلقوا بها في الماء، وقال أحد الأطفال في الفيديو: "لو وصلّت أو ما وصلتش، إحنا بس عايزين نقول لهم إن إحنا معاهم".

ويبدو أن هذا الفعل الطفولي النبيل جاء بدافع ذاتي، وبدون توجيه مباشر من مؤسسات أو منظمات، ما يُعزز من قوة الرسالة التي تحملها، كونها صادرة عن قلوب صغيرة استشعرت حجم المأساة في غزة، فاختارت أن تعبر بلغتها البريئة عن الرفض للصمت والخذلان.
 

سيناء.. جارة المعاناة والصمت
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، تقف مدينة رفح المصرية، التي تشترك في الحدود البرية مع قطاع غزة، شاهدة على حجم المعاناة اليومية، حيث يسمع سكانها أصداء القصف، ويشاهدون أعمدة الدخان، ويشعرون بألم الجوار المحاصر خلف الجدار الفاصل.

وفي ظل القيود المشددة على معبر رفح، ومع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات بالشكل الكافي، لجأ أطفال رفح إلى البحر وسيلة رمزية لكسر الحصار، بعدما سدت السياسة كل الأبواب.
 

الفيديو:
https://www.facebook.com/watch/?v=771956362069077
https://www.facebook.com/watch/?v=773744591749493